وجاء تعيين الصحابي المبهم بأنه عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه-، وذلك فيما أخرجه أبو الشيخ في (طبقات المحدثن بأصبهان) ٣: ٢٣٣ (٣٣٢)، وعنه: أبو نعيم في (تاريخ أصبهان) ١: ٤٣٠، من طريق: عمر بن هارون البلخي، عن شعبة، عن عمرو بن مرة، عن مرة بن شراحيل، قال: حدثنا صاحب هذا القصر يعني: عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه- قال: خطبنا النبي -صلى الله عليه وسلم- بالمزدلفة على ناقة حمراء مخضرمة، فقال:(أي بلد هذا؟) قلنا: هذا المشعر الحرام، قال:(فأي شهر هذا؟) قلنا: شهر الله الأصم، قال:(فأي يوم هذا؟) قلنا: يوم النحر، قال:(صدقتم، هذا يوم الحج الأكبر، ألا إن دماءكم وأموالكم وأعراضكم عليكم حرام كحرمة يومكم هذا، في شهركم هذا، في بلدكم هذا ..) الحديث بطوله.
قال أبو الشيخ عقبه:"ألقيت هذا الحديث على الوليد بن أبان، فاستغربه، وقال لي: أحب أن تأخذ إجازتي من هذا الشيخ، والناس يروون هذا الحديث فيقولون عن رجل، ولم يقل فيه ابن مسعود أحد غير عمر بن هارون البلخي".
وعمر بن هارون البلخي؛ متروك، كما في التقريب ص ٤١٧.
٣ - عن عمرو بن الأحوص -رضي الله عنه- قال: شهدت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في حجة الوداع يقول:(يا أيها الناس- ثلاث مرات- أي يوم هذا؟) قالوا: يوم النحر يوم الحج الأكبر، قال:(فإن دماءكم وأموالكم وأعراضكم بينكم حرام كحرمة يومكم، هذا في بلدكم هذا ..) فذكر الحديث بطوله.
أخرجه النسائي في (السنن الكبرى) ٤: ١٩٣ (٤٠٨٥) في المناسك: باب يوم الحج الأكبر، و١٠: ١١١ (١١١٤٩) في التفسير: باب قوله تعالى: {يَوْمَ الْحَجِّ الْأَكْبَرِ}، قال: أخبرنا هناد بن السري، عن أبي الأحوص، عن ابن غرقدة، عن سليمان بن عمرو، عن أبيه، قال: شهدت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في حجة الوداع .. فذكره.
وسليمان بن عمرو بن الأحوص؛ ذكره ابن حبان في (الثقات)، ووثقه الذهبي.