للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[الفصل الثالث عناية المحدثين بعلم التفسير]

لقد اعتنى المحدثون (١) بتفسير كلام الله تعالى عناية فائقة، ذلك أنه يتعلق بكلام الله عز وجل.


(١) أشير في طليعة هذا الفصل إلى التنبيهات الآتية:
١ - لن أتحدث هنا عن تاريخ تدوين التفسير، لأن هذا خارج إطار موضوع هذا الفصل الذي يبرز جهود المحدثين تحديدا في هذا الباب. وينظر في هذا الموضوع: (الإتقان) للسيوطط ٢: ٤٦٦ وما بعدها، الجزء الأول من (التفسير والمفسرون) للدكتور/ محمد الذهبي، (لمحات عن المدونات الأولى في التفسير خلال القرن الأول الهجري) دراسة للدكترر/ عبدالرزاق هرماس نشرت في مجلة الشريعة والدراسات الإسلامية- جامعة الكويت. عدد ٢٧ عام ١٤١٦ هـ.
٢ - ينبغي أن يعلم أن تمايز التخصصات داخل العلم الشرعي أمر ظهر في القرن الثالث تقريبا، وإن كان وجد شيء من ذلك في طبقة أتباع التابعين، كشعبة بن الحجاج (١٦٠ هـ) وسفيان الثوري (١٦١ هـ) اللذين اشتهرا بالحديث. ولذا فإنني سرت في ضابط المحدث باعتبار الشهرة، أو من كان له تصنيف معتبر في علم الحديث. وعلى كلٍّ فالمسألة نسبية، وقد تختلف فيها الأنظار.
٣ - ما يذكر في ثنايا هذا الفصل من إسهام المحدثين في تفسير القرآن الكريم؛ انا هو أمثلة ونماذج، وأما الإحاطة بذلك فهو متعذر أو متعسر، وحسبك من القلادة ما أحاط بالعنق.
قال الزرقافي في (مناهل العرفان) ٢: ٢٤: "إن كتب التفسير بالمأثور موسوعات كبيرة، لا نستطيع الإحاطة بها، ولا بأسماء جميع مؤلفيها، ولا بطرق كل مؤلف فيها".
٤ - لن أتطرق إلى وصف الكتاب والحديث عن محتواه ومنهجه، لأن في هذا خروجا عن المقصود في هذا الفصل، وجدير بالقول أن هذا للوضوع: (منهج المحدثين في تفسير القرآن في مصنفاتهم) يستحق دراسة مستقلة، وهو بقسم التفسير وعلوم القرآن ألصق.
ومما يناسب ذكره هنا أن الغالب على تفاسير المتقدمين ممن عاش في القرون الثلاثة الأولى الاقتصارُ على سياق الآثار المسندة، مرفوعة كانت أم موقوفة أم مقطوعة، باستثناء الإمام الطبري. =

<<  <  ج: ص:  >  >>