للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وهو بالمحل الذي لا يخفى (١)؛ ولأن التفسير المأثور ينقل بالأسانيد كسائر المرويات، فاعتنوا بهذا المأثور المتعلق بتفسير كلام الله تعالى -مرفوعا كان أم موقوفا أم مقطوعا- من جهة الرواية والتدوين.

وقد أفرد الحافظُ السيوطي المحدثين في أنواع المفسرين، فقال: "واعلم أنهم -أي المفسرين- أنواع:

الأول: المفسرون من السلف والصحابة والتابعين، وأتباع التابعين.

الثاني: المفسرون من المحدثين، وهم الذين صنفوا التفاسير مسندة موردا فيها أقوال الصحابة والتابعن بالإسناد .. الثالت: بقية المفسرين من علماء أهل السنة الذين ضموا إلى التفسير: التأويل، والكلام على معاني القرآن وأحكامه وإعرابه وغير ذلك، وهو الذي الاعتناء به في هذا الزمان أكثر.

الرابع: من صنف تفسيرا من المبتدعة كالمعتزلة والشيعة وأضرابهم.


= قال الزرقاني في (مناهل العرفان) ٢: ٢٢: "جاء قرن تابعي التابعين، وفيه ألفت تفاسير كثيرة جمعت من أقوال الصحابة والتابعين، كتفسير سفيان بن عيينة ووكيع بن الجراح وشعبة بن الحجاج ويزيد ابن هارون وعبد الرزاق وآدم بن أبي إياس وإسحاق بن راهوية وروح بن عبادة وعبد بن حميد وأبي بكر بن أبي شيبة وعلي بن أبي طلحة والبخاري وآخرين، ومن بعدهم ألف ابن جرير الطبري كتابه المشهور، وهو من أجلِّ التفاسير، ثم ابنُ أبي حاتم وابنُ ماجه والحاكم وابن مردويه وابن حبان وغيرهم. وليس في تفاسير هؤلاء إلا ما هو مسند إلى الصحابة والتابعين وتابعيهم، ما عدا ابن جرير فإنه تعرض لتوجيه الأقوال، وترجيح بعضها على بعض، وذكر الإعراب، والاستنباط".
وسيأتي نقل في هذا المعنى عن ابن رجب عند الكلام على تفسير الإمام أحمد -إن شاء الله-.
(١) قال الشعبي: "رحل مسروق إلى البصرة في تفسير آية، فقيل له: إن الذي يفسرها رحل إلى الشام، فتجهز ورحل إلى الشام حتى علم تفسيرها". ينظر: تفسير القرطبي ١/ ٤٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>