للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قوْلُهُ (٢٦): "وَأَشْعَثُ قَوَّامٌ" الْأَشْعَثُ: مُغْبَرُّ الرأْسِ.

"هَتَكْتُ" خَرَقْتُ.

"بِصَدْرِ الرُّمْحِ" أَيْ: أَوَّلِهِ، وَهُوَ: السِّنانُ، وَصَدْرُ كُل شَيءٍ: أَوَّلُهُ، كَما أَنَّ عَجُزَهُ آخِرُهُ.

"جَيْبَ قميصِهِ" كَنَى بِهِ عَنْ نَحْرِهِ، وَهُوَ: مَوْضِعُ الْجَيْبِ، اسْتِعارَةٌ، وَعَبَّرَ بِهِ عَنْهُ.

"فَخَرَّ صَريعًا" أَىْ: سَقَطَ صَرِيعًا.

"لِلْيَدَيْنِ وَلِلْفَمِ" أَيْ: عَلَى الْيَدَيْنِ وَعَلى الْفَمِ، كَما يُقالُ أَيْضًا: خَرَّ لِوَجْهِهِ، أَيْ: عَلَى وَجْهِهِ.

[قَوْلُهُ: "يُناشِدُنى حم" يُقالُ: نَشَدْتهُ اللهَ أَنْشُدُهُ نَشْدًا، وَناشَدْتُهُ: إِذَا قُلْتَ لَهُ: نَشَدْتُكَ اللهِ أَيْ: سَأَلتُكَ بِاللهِ، كَأَنَّكَ ذَكَّرْتَهُ إِيّاهُ فَنَشَدَ، أَيْ: تَذَكَّرَ] (٢٧).

قَوْلُهُ: "حَم" أَرادَ سُورَةَ حَم، أَيْ: طَلَبَ إلَيْهِ بِفَضْلِها وَحُرْمَتِها، جَعَلَها اسْمًا لِلسّورَةِ، مَنَعَهُ الصَّرْفَ؛ لِأنَّهُ عَلَمٌ مُؤَنَّثٌ. ذَكَرَهُ الزَّمَخشَرِىُّ (٢٨)، قالَ: وَفِي الْحَدِيثِ: حَم لَا يُنْصَرُونَ".


(٢٦) الذي قتل محمد بن طلحة السجاد، وهو الأشتر النخعى، أو مدلج بن كعب السعدى، وقيل شداد بن معاوية العبسى, أو شريح بن أوفى العبسى وأنشد:
وأشعث قوام بآيات ربه ... قليل الأذى فيما ترى العين مسلم
هتكت له بالرمح حبيب قميصه ... فخر صريعا لليدين وللفم
يناشدني حم والرمح شاجر ... فهلا تلاقم حم قبل التقدم
وانظر مجاز القرآن ٢/ ١٩٣، وفتح الباري ٨/ ٤٢٥، وتفسير الطبرى ٢٤/ ٢٤، وطبقات ابن سعد ٥/ ٣٩.
(٢٧) ما بين المعقوفين ساقط من خ.
(٢٨) في الفائق ١/ ٣١٤، ٣١٥.