للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

(وَقيلَ: إنَّ حمَ مِنْ أَسْمَاءِ اللهِ،: وَالْمَعْنى: اللَّهُمَّ لَا يُنْصَرونَ) (٢٩) قالَ: وَفِي هَذَا نظرٌ؛ لِأنّ حمَ لَيْسَ بِمَذْكورٍ فِى أَسَماءِ الله الْمَعْدودَةِ؛ لِأنَّ أَسمَاءَهُ تقَدَّسَتْ ما مِنْهَا شَيْيءٌ إِلَّا وَهُوَ صِفَةٌ مُفْصِحَةٌ عَنْ ثَناءٍ وَمَجْدٍ.

وَ "حم" لَيْسَ إِلَّا اسْمَىْ حَرْفَيْنِ مِنْ حْرُوفِ الْمُعْجَمِ، فَلَا مَعْنَى تَحْتَهُ (٣٠).

وَأَمَّا أَهْلُ التَّفْسِيرِ فَذَكَرُوا مَعاني كَثِيرَةً (٣١) لَا يَحْتَمِلُ هَذَا الْمُخْتَصَرُ ذِكْرُهَا.

قَوْلُهُ: "وَالرُّمْحُ شَاجِرٌ" يُقَالُ: شَجَرَهُ بِالرُّمْحِ: طَعَنَهُ، وَتشَاجَرُوا بِالرِّمَاحِ، أَيْ: تَطَاعَنُوا، وَقَدْ تَقَدّمَ ذِكْرُ "تشَاجَرُوا".

قَوْلُهُ: "لَاتَ سَاعَةَ مَنْدَم" لَا هَا هُنَا بِمَعْنَى لَيْسَ، وَالتَّاءُ لِلتَّأْنِيثِ، وَقَدْ دَخَلَتْ عَلَى ثَلَاَثةِ أَحْرُفٍ، وَهِيَ: لَا وَلَاتَ، وَثُمَّ وَثُمَّت، وَرُبَّ وَرُبّتَ (٣٢).

قَوْلُهُ: "صَارَ رِدْءًا لَهُمْ" (٣٣) أَيْ: عَوْنًا، وَأَرْادَأْتُهُ، أَيْ: أَعَنْتُهُ، وَمِنْهُ قَوْلُهُ تَعَالَى: {رِدْءًا يُصَدِّقُنِي} (٣٤) فِى قِرَاءَةِ مَنْ هَمَزَ، وَأَمَّا مَنْ لَمْ يَهْمزْ، فَمَعْنَاهُ: الرِّيَادَةُ (٣٥).


(٢٩) ما بين القوسين ساقط من ع.
(٣٠) تتمته في الفائق: يصلح لأن يكون به بتلك المثابة.
(٣١) انظر تفسير الطبرى ٢٤/ ٣٩، والقرطبى ١٥/ ٢٨٩، ومعاني النحاس ٦/ ٢٠١.
(٣٢) المغنى ١/ ٢٥٤، ومعاني الفراء ٢/ ٣٩٧، ومجاز القرآن ٢/ ١٧٦.
(٣٣) في المهذب ٢/ ٢١٩: ولم ينكر على - رضي الله عنه - قتله ولأنه صَارَ رِدْءًا لهم.
(٣٤) القصص ٣٤.
(٣٥) قرأ أبو جعفر، ونافع بغير همز، والباقون بالهمز. معاني الفراء ٢/ ٣٠٦، والمبسوط ٣٤٠، والإتحاف ٦١، ٣٤٢.