للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

والصّحيح: خلافه.

* وأما (إِذ) .. فظرف للزمان الماضي، يضاف للجملة الاسمية والفعلية.

فالاسمية: يشترط أَن لا يكون خبر المبتدأ بعدها ماضيًا، فتقول: (صحبتك إِذ زيد أمير)، وفي القرآن: {وَاذْكُرُوا إِذْ أَنْتُمْ قَلِيلٌ}.

والفعلية: لا يكون فعلها إلا ماضيًا لفظًا؛ كقولِهِ تعالَى: {وَاذْكُرُوا إِذْ كُنْتُمْ قَلِيلًا}، أَو معنَي؛ كقولِهِ تعالَى: {وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ}.

وقد اجتمعت الاسمية والفعلية بقسميها: فِي قوله تعالَى: {إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُوا ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ}.

- ويجوز فِي (إِذ): أن تنون ويحذف ما أضيفت لهُ، ويكون التّنوين عوضًا عن الجملة المحذوفة؛ كقولِهِ تعالَى: {وَأَنْتُمْ حِينَئِذٍ تَنْظُرُونَ}؛ كما علم، وإِليه أشار بقوله: (وَإِنْ يُنَوَّنْ يُحْتَمَلْ إِفِرَادُ إِذْ)، فنائب الفاعل فِي (ينون): ضمير عائد علَى (إِذ).

والمعنَى: إن تنون (إِذ) .. يحتمل إفراد (إِذ)؛ أَي: إفراده، ووضع الظّاهر موضع المضمر؛ كقوله:

سُعَادُ الّذي أَضْنَاكَ حُبُّ سُعَادَ ... ................. (١)

أَي: (حبها)، وكقوله:

فَيَا رَبَّ لَيْلَى أنْتَ في كُلِّ موْطِنٍ ... وأنتَ الَّذي فِي رَحْمَةِ اللَّه أَطمَعُ (٢)

وسبق بسط الكلام عليه فِي آخر الموصول.


(١) تقدم إعرابه وشرحه، والشاهد فيه هنا: قوله: (حب سعادا)؛ حيث وضع الظاهر موضع الضمير،
والأصل أن يقول: (حبُّها)؛ لتقدم عائد الضمير.
(٢) التخريج: البيت للمجنون في الدرر ١/ ٢٨٦؛ وشرح شواهد المغني ٢/ ٥٥٩؛ والمقاصد النحوية ١/ ٤٩٧؛ وليس في ديوانه، وبلا نسبة في شرح التصريح ١/ ١٤٠، وهمع الهوامع ١/ ٨٧، شرح التسهيل: (١/ ١٨٦) وفي التذييل والتكميل: (٣/ ٦)، وفي معجم الشواهد (ص ٢١٨).
الشاهد: قوله: (في رحمة اللَّه)؛ حيث وضع الظاهر موضع الضمير، وكان حق العبارة أن يقول: (في رحمته).

<<  <  ج: ص:  >  >>