للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

وقالوا: إن (مولى) في هذا الشاهد بدل من الهاء، في (عليه)، وقدم للضرووة.

وقول الآخر:

................... ... كَجُلْمُودِ صَخْرٍ حَطَّهُ السَّيلُ مِنْ عَلِ (١)

بالجر كما ذكر.

ومثال حالة البناء: وهو ما إذا حذف المضاف إليه ونوي معناه: قوله تعالى: {لِلَّهِ الْأَمْرُ مِنْ قَبْلُ وَمِنْ بَعْدُ}، بالضم في قراءة الجماعة.

وقولُ الآخر:

لَعَنَ الإِلَهُ تَعِلَّةَ بْنَ مُسَافِرٍ ... لَعْنًا يُصَبُّ عَلَيْهِ مِنْ قُدَّامُ (٢)


= ومن قبل: متعلق بقوله: نادى الآتي. نادى: فعل ماض مبني على الفتح المقدر على الألف؛ منع من ظهوره التعذر. كل: فاعل مرفوع، وعلامة رفعه الضمة الظاهرة، وهو مضاف. مولى: مضاف إليه مجرور، وعلامة جره الكسرة المقدرة على الألف المحذوفة لالتقاء الساكنين، منع من ظهورها التعذر. قرابةٍ: مضاف إليه مجرور، وعلامة جره الكسرة الظاهرة؛ وعلى هذه الرواية فالمفعول به لنادى محذوف، والتقدير: نادى كل مولى قرابة قرابته. فما: الفاء عاطفة، ما: نافية، لا محل لها من الإعراب. عطفت: فعل ماض مبني على الفتح، والتاء: للتأنيث، لا محل لها. مولى: إما أن يكون مفعولًا به لعطف منصوب، وعلامة نصبه الفتحة المقدرة على الألف المحذوفة؛ لالتقاء الساكنين، منع من ظهورها التعذر؛ أو بدلًا من الضمير المجرور بعلى بعده بدل كل من كل، قدم عليه لضرورة الشعر؛ أو حالًا من الضمير المجرور محلًا بعلى؛ والتقدير: فما عطفت العواطف عليه حال كونه مولى؛ أي: قريبًا. عليه: متعلق بعطف. العواطف: فاعل مرفوع، وعلامة رفعه الضمة الظاهرة.
الشاهد: قوله: (ومن قبلِ) حيث جاءت (قبل) مجرورة؛ لمجيئها مضافة إلى مضاف إليه محذوف لفظه منوي ثبوته؛ وترك التنوين للإضافة المذكورة؛ لأن المنوي ثبوت لفظه كالثابت؛ والتقدير: (من قبل ذلك).
(١) تقدم إعرابه وشرحه، والشاهد فيه هنا: قوله: (من علِ) وجه الاستشهاد: مجيء (علِ) مجرورا بـ (من)؛ لأن الشاعر قطعه عن الإضافة، ولم ينوِ لفظ المضاف إليه ولا معناه، ولهذا أعربه، حيث لم يرد الشاعر أن الصخر ينحط من أعلى شيء خاص، وكان حقه التنوين؛ لأنه نكرة، ولكنه حذف للشعر.
(٢) التخريج: البيت لرجل من بني تميم في الدرر ٣/ ١١٤، وشرح التصريح ٢/ ٥١، والمقاصد النحوية ٣/ ٤٣٧، وبلا نسبة في تذكرة النحاة ص ٢٧٩، وهمع الهوامع ١/ ٢١٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>