للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

بنصبها على الظرفية.

وتقول: (جئت أولًا)، و (جلست دونًا)، و (سرت أمامًا، وخلفًا)، و (جلست فوقًا، وتحتًا، ويمينًا، وشمالًا) كما سبق ذكره.

وظاهر كلام الشيخ: أن ذلك يجوز، في نحو: (رأيت رجلًا حَسْبًا) أي: كافيًا، و (آتيك عَلًا) أي: (من فوق).

* وادعى ابن أبي الربيع تلميذ الشلوبين: أن (عل) لا تستعمل .. إلا مجرورة بـ (من)، وأنها لا تضاف.

وفي "الصحاح": تضاف؛ كـ (جئت من عل الدار)؛ أي: (من فوقها).

ومثال ما إذا حذف المضاف إليه ونوي لفظه: قوله تعالى: (لله الأمر من قبلِ ومن بعدِ) بالجر من غير تنوين، فأعربت أيضًا.

وكقولِ الشاعر:

وَمِنْ قَبْلِ نَادَى كُلُّ مَولَى قَرَابَةٍ ... فَمَا عَطَفَتْ مَولَىً عَلَيهِ العَوَاطِفُ (١)


= خبر نحن. الأسد: مفعول به منصوب، وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة، أسد: بدل من الأسد منصوب، وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة، وهو مضاف. شنوءة: مضاف إليه مجرور، وعلامة جره الكسرة الظاهرة. فما: الفاء عاطفة, ما: نافية، لا محل لها من الإعراب. شربوا: فعل ماض مبني على الضم، والواو: فاعل، والألف: للتفريق. بعدا: متعلق بشربوا منصوب. على لذة: متعلق بشربوا. خمرا: مفعول به منصوب.
الشاهد: قوله: (بعدا) حيث نونها الشاعر ليقطعها عن الإضافة لفظًا ومعنى.
(١) التخريج: وهو من شواهد: التصريح: ٢/ ٥٠، والأشموني: ٦٤٣/ ٢/ ٣٢٢، وابن عقيل: ٢٣٥/ ٣/ ٧٢، والعيني: ٣/ ٤٤٣، والهمع: ١/ ٢١٠، والدرر: ١/ ١٧٧.
اللغة: من قبل: أي من قبل ما حدث. مولى: للمولى معانٍ كثيرة منها: ابن العم، والسيد، والناصر، والقريب؛ والأول أو الأخير، هو المراد هنا. عطفت: أمالت ورققت. العواطف: الصلات والروابط التي تستلزم العطف، وميل بعض الناس لبعض؛ كالصداقة، والمروءة، والنجدة، ونحوها: وهي جمع عاطفة.
المعنى: يبين الشاعر في معرض وصفه لشدة نزلت به كيف نادى كل ابن عم أو عصبة قرابته؛ ومَن بينهم وبينه صِلات مودة وعطف ليساعدوه ويأخذوا بناصره؛ ولهول الموقف .. لم يجب أحد مستجيرًا، ولم يعطف قريب على قريب، أو يساعد صديق صديقا.
الإعراب: ومن: الواو بحسب ما قبلها، من: حرف جر. قبلِ: اسم مجرور بمن، وعلامة جره الكسرة؛

<<  <  ج: ص:  >  >>