قال اللَّه تعالى: {الَّذِينَ جَعَلُوا الْقُرْآنَ عِضِينَ}، {عَنِ الْيَمِينِ وَعَنِ الشِّمَالِ عِزِينَ}.
فالأول: منصوب على أنه مفعول لـ (جعلوا)، ومعناه: أجزاء، لأنهم آمنوا ببعض وكفروا ببعض.
والثاني: منصوب على الحال، ومعناه: جماعات حلقًا حلقًا.
وتقول: (مرت سنونَ، ورأيت سنين، وعجبت من سنينَ).
وأصله: (سنو)، و قيل: (سنه) بالهاء.
و (عِضة): (عِضوَة)، وقيل: (عِضَهَة).
و (ثُبة): (ثُبوة)، وهو الجماعة.
و (عِزَة): (عِزَيَة).
وتخرج نحو: (شاة وشفة)؛ فإنه كسر في قولهم: (شياه، وشفاه).
وندر (ظُبين) في (ظِبَة) بكسر الظاء، وهو ظرف السهم، لأنه كسر في قولهم: (ظباة)، و أصله: (ظبوة).
وتخرج (أخت، وبنت)؛ لأنه وإن حذف منها اللام .. لم يعوض منها الهاء، وإنما عرضوا التاء.
ويخرج نحو (عِدَة وزِنَة)؛ لعدم حذف لامه؛ إذ الأصل: (وعد ووزن)، فحذفت فاؤه وعوض عنها الهاء.
وأجاز أبو حيان أن يقال: (عِدون)؛ إلحاقًا بـ (سَنة وثُبة).
وقيده في "سر الصناعة" بما إذا سمي به مذكر، ونقله عن سيبويه.
وشذ (أرضون)؛ لأن مفرده لم تحذف لامه كما حذفت في (سنة) ونحوها، وإنما حذفت منه هاء التأنيث؛ بدليل: رجوعها في التصغير، نحو: (أريضة).
وجملة قوله: (شَذَّ): حال من (أَرَضُوْنَ)؛ أي: وأرضون حالة كونه شاذًا.
ولو بقيت الراء ساكنة في (أرَضون) .. لاستوى لفظها بجمع التصحيح، والحال: أنها ملحقة بمجموع التكسيري (سنين)، ففتحت الراء؛ ليدخل الكلمة ضرب من التكسير.