للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

فعمل عمله في الرفع والنصب؛ نحو: (ما ضارب زيدٌ عبده الآن أو غدًا).

ولا يعمل النصب ماضيًا؛ لعدم جريانه على المضارع في المعنى؛ فلا تقول: (أنا ضارب زيدًا أمس)؛ بالنصب؛ إذ لا يقال: (أنا أضرب زيدًا أمس) حتى قال بعضهم: لا شيء على من قال: (أنا قاتل زيدا أمس)؛ لأنه ينصب ماضيًا.

وأجازه الكسائي وهشام وجعفر بن مضاء، واكتفوا في إلحاقه بالفعل الماضي؛ لكونه موافقًا له في المعنى، واستدلوا بقوله تعالى: {وَكَلْبُهُمْ بَاسِطٌ ذِرَاعَيْهِ بِالْوَصِيدِ}.

وبقول بعض العرب: (هذا مارٌّ بزيد أمس).

والجمهور: أن الآية من حكاية الحال الماضية، والمعنى: (يبسط ذراعيه)، بدليل: {وَنُقَلِّبُهُمْ} ولم يقل: و (قلبناهم).

وقال الأندلسي: حكاية الحال الماضية: أن تقدر نفسك كأنك موجود في ذلك الزمان، أو تقدر ذلك الزمان موجودًا الآن، ولكن هذا في حق المحلوف لا في حق الحالف، لأن الدنيا والآخرة في علم اللَّه تعالى كالساعة الواحدة.

وأما الثاني: فلم يعمل النصب في مفعول صريح، بل في مجرور، والمجرور يكفي أن يعمل فيه ما فيه رائحة الفعل.

وابن عصفور وجماعة: يعمل الرفع؛ نحو: (أقائم أبوك أمس).

ومنعه عثمان بن جني وعمر الشلوبين.

ولا يعمل مصغرًا ولا موصوفًا، فلا تقول: (أنا ضويرب زيدًا)، و (لا أنا الضارب الشديد زيدًا)؛ لبعده عن شبه الفعل، إذ الفعل لا يصغر ولا يوصف.

وأجازهما الكسائي، واحتج بقول بعضهم: (أظنني مرتجلًا وسويرًا فرسخًا) فنصب (فرسخًا) بـ (سوير) تصغير (سائر).

وقول الآخر:

. . . . . . . . . . . . . ... إذا فاقِدٌ خَطْباءُ فَرخَينِ رَجَّعتْ (١)


(١) التخريج: عجز بيت من الطويل، وصدره: ذكرت سليمى في الخليط المزايل
وهو لبشر بن أبي خازم في المقاصد النحوية ٣/ ٥٦٠، وليس في ديوانه، وبلا نسبة في لسان العرب ٣/ ٣٣٧ فقد، وفيه (المباين) بدل (المزايل).

<<  <  ج: ص:  >  >>