للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

فنصب (فرحين)، بـ (فاقد).

ورُد: بأن التقدير: (أسير فرسخًا)، و (فقدت فرخين).

بل ولو جعل (فرسخًا) منصوبًا بنفس الوصف المصغر لا ينهض دليلًا للكسائي؛ لأن (فرسخًا) ظرف، فيكفي أن يعمل فيه ما فيه رائحة الفعل، بخلاف المفعول به كما سبق.

لكن يجوز أن يعمل الموصوف إن تأخر الوصف كما سبق في المصدر؛ كـ (هذا ضارب زيدًا شديدًا)؛ لأن الوصف إنما طرأ بعد العمل.

وأجاز المغاربة: إعمال المصغر وضعًا؛ كقوله:

. . . . . . . . . . . . . ... تَرَقرَقُ فِي الأَيدِي كُمَيتٍ عَصِيرُهَا (١)


= اللغة: الفاقد: التي مات زوجها أو ولدها وهو المراد. الخطباء: التي نزل بها الأمر العظيم. رجّعت: الترجيع ترديد الصوت في الحلق. الخليط: القوم الذين أمرهم واحد.
المزايل: الذاهب.
الشاهد: قوله: (فاقد خطباء فرخين)؛ حيث أعمل اسم الفاعل الموصوف على رأي الكسائي، أما على رأي الجمهور فلا يجوز إعماله، والتقدير عندهم: (فقدت فرخين).
(١) التخريج: عجز بيت، وصدره: فَمَا طَعم رَاح فِي الزجاجِ مدَامة
وهو لمضرس بن ربعي في الدرر ٥/ ٢٦٦، والمقاصد النحوية ٣/ ٥٦٧، وبلا نسبة في همع الهوامع ٢/ ٩٥.
اللغة: الراح: الخمر. الزجاج: جمع الزجاجة، وهي القدح. المدامة: الخمر. ترقرق في الأيدي: تمزج بالماء. كميت: ما كان لونه بين السواد والحمرة.
المعنى: يصف الشاعر رُضاب ورِيقَ أحبَّته بأنه أفضل من ماء المزن أو الخمرة المعتقة.
الإعراب: فما: الفاء: بحسب ما قبلها، وما: نافية. طعم: مبتدأ مرفوع، وهو مضاف. راح: مضاف إليه مجرور. في الزجاج: جار ومجرور متعلقان بمحذوف نعت لراح. مدامة: نعت راح مجرور. ترقرق: فعل مضارع مرفوع، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازًا تقديره هي. في الأيدي: جار ومجرور متعلقان بترقرق. كميت: نعت راح مجرور. عصيرها: فاعل كميت مرفوع، وهو مضاف، وها: ضمير متصل في محل جر بالإضافة.
وجملة (ما طعم): بحسب ما قبلها. وجملة (ترقرق): في محل جر نعت راح.
الشاهد: قوله: (كميت عصيرها) حيث رفع اسم الفاعل المصغر (كميت) -والذي لم يسمع له مكبر- فاعلًا (عصيرها).
وهناك وواية أخرى برفع (كميتٌ) على أنها خبر مقدم لعصيرها. وعلى هذه الرواية لا شاهد عليه.

<<  <  ج: ص:  >  >>