للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

الصفة المشبهة، وإن أطلق عليه توسعًا فيما تقدم أنه اسم فاعل.

وقد توازن اسم الفاعل اللازم: كـ (طاهر القلب)، و (ضامر الجسم)، و (شاحط الدار)؛ لأن ما كان على وزن فاعل إذا أضيف لمرفوعه وقصد ثبوت معناه. . انتظم في سلك الصفة المشبهة؛ ونحو: (معتدل القد)، و (منطلق اللسان).

ولا تكون إلا لحاضر؛ لأنها وضعت للدلالة على الثبوت وهو من ضرووة الحال، فلا تقول: (زيد معتدل القدِّ أمس)، و (لا حسن الوجه غدًا).

والسيرافي: على أنها بمعنى المضي أبدًا.

وأجاز ابن خروف: أن يكون بمعنى الماضي، وبمعنى الحال؛ لأنك إذا قلت: (مررت برجل حسن الوجه)، فـ (الحسن) ثابت في الحال وقد كان قبل ذلك.

وأبو بكر بن طاهر: على أنها للأزمنة الثلاثة، فيجيز نحو: (مررت برجل حاضر الابن غدًا)، ذكر ذلك أبو حيان في "الشرح".

فتبايِنُ اسمَ الفاعل:

١. في كونها لا تكون إلا لحاضر على الصحيح.

وهو للحاضر وغيره، كما تقول: (زيد ضاربُ عمرٍو أمس أو الآن أو غدًا).

٢. ويصح أن تضاف إلى ما يرتفع بها على الفاعلية كما سبق.

وهو لا يضاف إلى ما يرتفع به؛ إذ لا يقال في: (زيد كاتبٌ أبوه)، (زيد كاتبُ أبيه)، و (لا كاتبُ الأبِ)؛ لأن الضمير في (كاتب) حينئذ يعود على (زيد) فتسند الكتابة إليه، والأمر على خلافه، فلا يستقيم إلا بمجاز بعيد.

ولا يقال في: (زيد ضارب أبوه عمرًا)، (ضارب الأب عمرًا) كما سبق في إعمال اسم الفاعل؛ لأنه يوهم الإضافة للمفعول به، كما تقول: (زيدٌ ضاربُ أبيه)، أو (ضارب الأب).

٣. وصوغها من لازم كما سبق.

وهو من اللازم وغيره.

٤. ولا تعمل مضمرة.

وهو يعمل مضمرًا كما سبق في الاشتغال؛ نحو: (أنا زيدًا ضاربه الآن)؛ أي:

<<  <  ج: ص:  >  >>