للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

تنبيه:

(ما) في (ما أحسن زيدًا): مبتدأ نكرة تامة، عند سيبويه، بمعنى: شيء.

وسوغ الابتداء بها: تضمينها معنى التعجب، وهو من المسوغات كما علم.

وقيل: قصد الإبهام.

و (أحسِن): فعل ماض، وفيه ضمير يعود على المبتدأ، و (زيدًا): منصوب بأحسِن، والجملة خبر.

والأخفش: (ما) موصولة مبتدأ، و (أحسَنَ) صلتها، والخبر محذوف؛ أي: الذي أحسَن زيدًا شيء عظيم.

أو نكرة ناقصة مبتدأ، و (أحسَنَ) في موضع رفع صفة لها، والخبر محذوف كما سبق.

وقيل: إنها في قوة الموصوفة فهي مبتدأ، و (أحسَن) خبره، التقدير: شيء عظيم حسن زيدًا، كما قالوا في: (شرٌّ أهرَّ ذا ناب): أن تقديره: (شيء عظيم أهر ذا ناب).

والفراء وابن درستويه: إن (ما) استفهامية ودخل الكلام معنى التعجب.

قال الفراء قولنا: (ما أحسنَ عبدَ اللَّه)، الأصل: (ما أحسنُ عبدِ اللَّه؟)، برفع (أحسن)، وجر (عبد)، ثم إنهم عدل عن الاستفهام إلى الخبر فغيروا: (أحسنَ) وفتحوا، ونصبوا (عبدَ اللَّه) فرقًا بين الخبر والاستفهام.

وعن الكسائي: إن (ما) لا موضع لها من الإعراب، والهمزة في (ما أفعله) للتعدية، لازمًا كان الفعل في الأصل كظرف، أو عرض له اللزوم، كـ (ضرب).

والصحيح: مذهب سيبويه.

والصحيح: أن (أفعل) في (ما أحسنه): فعل ماض؛ للزوم نون الوقاية؛ نحو: (ما أفقرني إلى عفو اللَّه)، و (ما أرغبني في رحمته).

وخالف ابن عصفور: في لزوم النون هنا.

وذهب الكوفيون: إلى أنه اسم، في قول الشاعرِ:

يَا مَا أميْلِحَ غِزْلَانًا شَدَنَّ لنا ... . . . . . . . . . . . . (١)


(١) التخريج: صدر بيت من البسيط، وعجزه: مِن هَؤُلَيّاءَ بَينَ الضالِ وَالسَّمرُ
وهو للمجنون في ديوانه ص ١٣٠، وله أو للعرجي أو لبدوي اسمه كامل الثقفي أو لذي الرمة أو =

<<  <  ج: ص:  >  >>