آباؤهن أو قائمة آباؤهن)؛ كما تقول:(مررت برجل قامت أمه)، و (امرأتين قام أبواهما)، و (نساء قام آباؤهن أو قامت آباؤهن).
فالنعت هنا: يجعل لفظه للأول ومعناه للثاني، ومنه في القرآن:{رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْ هَذِهِ الْقَرْيَةِ الظَّالِمِ أَهْلُهَا}، فـ (الظالم): نعت للقرية، وتبعها في الإعراب، ومعناه للثاني؛ لأنهم أصحاب الظلم.
ومنه أيضًا قوله تعالى:{فَأَخْرَجْنَا بِهِ ثَمَرَاتٍ مُخْتَلِفًا أَلْوَانُهَا}.
وقد يرفع النعت السببي ضميرًا بارزًا عائدًا على غير المنعوت؛ كـ (رأيت الرجل والحائطَ الواقفَ هو عليها) فـ (الواقف): نعت للحائط، وهو نعت سببي، والضمير المذكور بعده: مرفوع به على الفاعلية، وهو عائد على الرجل.
والنعت هنا: حكمه حكم الرافع للظاهر، فيعطى حكم الفعل ولم يعتبر فيه حال المنعوت كما سبق.
واعلم أن مطابقة النعت فيما تقدم: مشروطة بأن لا يلزم لفظًا واحدًا؛ كـ (مررت برجال صبور)، أو (برجال جريح) .. فإنه يقع على الواحد وغيره، فيستعمل كما سمع.
تنبيه:
من قال:(قاما أبواهما) على لغة: (أكلوني البراغيث) .. يقول في النعت السببي:(مررت برجلين قائمين أبواهما)، و (برجال قائمين أبوهم).
وجمع التكسير أفصح من جمع التصحيح؛ كـ (مررت برجال قيام آباؤهم)؛ لأن جمع التكسير كالمفرد.
وكأنه قيل:(قائم آباؤهم).
قيل: وهو أفصح من الإفراد أيضًا؛ فهو أفصح من (قائم آباؤهم).
ويجوز الإفراد والتكسير في نحو:(مررت برجل قائم آباؤه أو قيام آباؤه).
ثم إن النعت باسم المفعول والصفة المشبهة. كالنعت باسم الفاعل في جميع ما تقدم، فتقول:(مررت برجل حسن الوجه)، و (مضروب العبد)؛ كما تقول:(كريم الأب)، و (مررت برجال مضروب عبيدهم)؛ كما تقول:(قائم آباؤهم)،