للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

ش:

• يعني: امنع أن تقع الجملة الطلبية نعتًا؛ لعدم دلالتها على معنى إذ ذاك، فشمل جملة: الأمر، والنهي، والدعاء، والاستفهام، ونحو ذلك، فلا يجوز: (مررت برجل اضربه)، ولا (هل رأيت مثله؟)؛ ولكن يجوز أن تقع خبرًا؛ كـ (زيد اضربه).

• ومثلها الإنشائية نحو: (العبد بعتكه)، فلا تقع نعتًا كالطلبية، لا تقول: (مروت بعبد بعتكه) على الإنشاء.

ومنع ابن الأنباري والكوفيون: وقوع الطلبية خبرًا.

قالوا: لأن الخبر يحتمل الصدق والكذب.

ورُد: بأن ذلك إنما هو في الخبر قسيم الإنشاء والطلب، لا في الخبر صاحب المبتدأ.

وأشار بقوله: (وَإِنْ أَتَتْ فَالقَولَ أَضْمِرْ تُصِبِ) إلى أنه إن أتى ما يوهم إيقاع الطلبية نعتًا .. وجب إضمار مقول، ويكون هو النعت؛ كقول الشاعر:

حَتَّى إِذَا جَنَّ الظَّلامُ وَاختَلَط ... جَاؤُوا بِمَذْقٍ هَل رَأَيتَ الذِّئبَ قَط (١)


(١) التخريج: الرجز للعجاج في ملحق ديوانه ٢/ ٣٠٤، وخزانة الأدب ٢/ ١٠٩، والدرر ٦/ ١٠، وشرح التصريح ٢/ ١١٢، والمقاصد النحوية ٤/ ٦١، وبلا نسبة في الإنصاف ١/ ١١٥، وخزانة الأدب ٣/ ٣٠، ٥/ ٢٤، ٤٦٨، ٦/ ١٣٨، وشرح ابن عقيل ص ٤٧٧، وشرح عمدة الحافظ ص ٥٤١، وشرح المفصل ٣/ ٥٢، ٥٣، ولسان العرب ٤/ ٢٤٨ خضر، ١٠/ ٣٤٠ مذق، والمحتسب ٢/ ١٦٥، ومغني اللبيب ١/ ٢٤٦، ٢/ ٥٨٥، وهمع الهوامع ٢/ ١١٧.
اللغة: جن الظلام: اشتد سواده. اختلط: اعتكر. المذق: اللبن المخلوط بالماء.
المعنى: يقول هاجيًا قومًا بخلاء: لما حل الظلام قدموا لنا لبنًا ممزوجًا بالماء، فصار شبيهًا بلون الذئب في كدرته.
الإعراب: حتى: حرف جر وغاية. إذا: ظرف زمان يتضمن معنى الشرط، متعلق بجوابه. جن: فعل ماض. الظلام: فاعل مرفوع. واختلط: الواو حرف عطف؛ اختلط فعل ماض، وفاعله ضمير مستتر تقديره: هو. جاؤوا: فعل ماض، والواو ضمير في محل رفع فاعل. بمذق: جار ومجرور متعلقان بجاؤوا. هل: حرف استفهام. رأيت: فعل ماض، والتاء ضمير في محل رفع فاعل. الدئب: مفعول به منصوب. قط: ظرف زمان مبني في محل نصب، متعلق برأيت.
وجملة (إذا جن ... جاؤوا): الشرطية ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة (جن الظلام): في

<<  <  ج: ص:  >  >>