للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

دَعَاني إِلَيْهَا الْقلبُ إِنِّي لأَمرِهِ ... سَمِيعٌ فَمَا أَدْرِي أَرُشدٌ طِلَابُها (١)

التّقدير: (أرشد أم غيٌّ؟)، وجعل منه قوله تعالَى: (أمَن هُو قانتٌ آناء اللّيل): بميم واحدة، والاستفهام للتقرير؛ وتقديره: (أهذا القانت خير أم الكافر؟).

وقيل: تقديرُهُ: (أمَن هو قانت كمن جعل لله أندادًا؟) ونحو ذلك.

وقيل: الهمزة للنداء.

واستُبعد؛ لفقد النّظير فِي القرآن.

وأما علَى قراءة التّشديد: فـ (أم) متصلة، ومعادلها محذوف، والتّقدير: (الكافر خير أم الّذي هو قانت).

وقيل: منقطعة.


(١) التخريج: البيت من الطويل، وهو لأبي ذؤويب الهذليّ في تخليص الشواهد ص ١٤٠؛ وخزانة الأدب ١١/ ٢٥١؛ والدرر ٦/ ١٠٢؛ وشرح أشعار الهذليين ١/ ٤٣؛ وشرح عمدة الحافظ ص ٦٥٥؛ وشرح شواهد المغني ص ٢٦، ١٤٢، ٢/ ٦٧٢؛ ومغني اللبيب ص ١٣؛ وبلا نسبة في شرح الأشموني ٢/ ٣٧١؛ وهمع الهوامع ٢/ ١٣٢.
اللغة: الرشد -بضم الراء وإسكان الشين-: خلاف الغي. طلابها: الطِّلاب مصدر طالب بمعنى طلب.
المعنى: أن قلب الشاعر دعاه إلى طلب الوصال من هذه المحبوبة، فهل حقيقة الحال في ذلك الطلب، أرشد هو أم غي؟ لكنه على كل حال لم يقوَ على مخالفة دعوة قلبه؛ لأنه لا يسمع إلى أمر غيره، وإنما غلب جانب الهوى على العقل، إذ القلب يميل إلى الهوى والعشق، ويدعو إلى الصبوة.
الإعراب: دعاني: فعل ماض والنون للوقاية والياء مفعول به، إليها: متعلق بدعا، القلب: فاعل، وإني لأمره سميع حال من القلب أو جملة اعتراضية، وإني: حرف توكيد، وياء المتكلم اسمها، لأمره: متعلق بسميع، سميع: خبر إن، واللام في لأمره للتقوية، وتقديم المعمول لإرادة الحصر، أي: إني أسمع أمره لا أمر غيره، وجملة (إني لأمره سميع): معطوفة على قوله: (دعاني). فما: الفاء للسببية وما نافية. أدري: فعل مضارع معلق عن العمل. وجملة (أرشد طلابها): في محل نصب على أنها مفعول أدري، والهمزة في أرشد: للاستفهام، والمعادل لها محذوف تقديره: أم غي، وما بعد أم وهو غير معادل لما بعد الهمزة وهو رشد، وضمير المؤنث في إليها وطلابها: عائد إلى المحبوبة.
الشاهد فيه: قوله: (أرشد طلابها)؛ حيث جاز حذف (أم) مع معطوفها، والتقدير: (أرشد أم غي).

<<  <  ج: ص:  >  >>