وإِذا استفهم بغير الهمزة .. عطف بـ (أو)، قال تعالَي: {هَلْ تُحِسُّ مِنْهُمْ مِنْ أَحَدٍ أَوْ تَسْمَعُ لَهُمْ رِكْزًا}.
وقد تكون (هل) بمعنَى الهمزة فيعطف بـ (أم) بعدها، كحديث: "هل تزوجت بكرًا أم ثيبًا؟ ".
وتكون (أم) بمعنَى الهمزة؛ كقولك: (أم ضربت زيدًا؟)، التّقدير: (أضربت زيدًا)، ومنه قوله تعالَى: {أَمْ لَهُ الْبَنَاتُ}، {أَمْ لَهُمْ إِلَهٌ غَيْرُ اللَّهِ}، {أَمْ لَهُمْ نَصِيبٌ مِنَ الْمُلْكِ}.
ولا تقع (أَو) بعد الهمزة: فَلَا يقال: (سواء علي أقمت أَو قعدت).
وظاهر كلام الجوهري: الجواز.
وقد يقال: (أهل قام زيد) كما سبق فِي أول الكتاب، عند قوله: (سوهما الحرف).
واللَّه الموفق
ص:
٥٥٠ - وَبِانقِطَاعٍ وَبمَعنَى بَل وَفَت ... إِن تَكُ مِمَّا قُيِّدَت بِهِ خَلَت (١)
ش:
* علامة (أم) المنقطعة: أَن لا يسبقها همزة تسوية، ولَا همزة مغنية عن (أَي)، فمتَى خلت منهما لفظًا وتقديرًا .. فهي منقطعة بمعنَى (بَلْ) فِي كونها تفيد الإضراب، ومنه قوله تعالَى: {لَا رَيْبَ فِيهِ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ (٣٧) أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ}، {أَمْ هَلْ تَسْتَوِي الظُّلُمَاتُ وَالنُّورُ}، {أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ}.
(١) وبانقطاع: جار ومجرور متعلق بقوله: وفت الآتي. وبمعنى: جار وجرور معطوف بالواو على بانقطاع, ومعنى مضاف وبل: قصد لفظه: مضاف إليه. وفت: وفي: فعل ماض, والتاء للتأنيث, والفاعل ضمير مستتر فيه جوازًا, تقديره: هي يعود إلى أم أيضًا. إن: شرطية. تك: فعل مضارع ناقص, فعل الشرط, واسمه ضمير مستتر فيه جوازًا, تقديره: هي يعود إلى أم أيضًا. مما جار ومجرور متعلق بقوله: خلت الآتي. قيدت: قيد: فعل ماضي مبني للمجهول, ونائب الفاعل ضمير مستتر فيه جوازًا, تقديره: هي يعود إلى أم, والتاء للتأنيث, والجمله لا محل لها صلة ما المجرورة محلا بمن. به: جار ومجرور متعلق بقيدت. خلت: خلا: فعل ماض, والتاء للتأنيث, والفاعل ضمير مستتر فيه جوازًا, تقديره: هي يعود إلى أم, والجملة في محل نصب خبر تك, وجواب الشرط محذوف يدل عليه سابق الكلام.