للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

أَي: (فإما جزعًا وإما إجمال صبر).

وقيل: بسيطة.

وقول الشّيخ: (ذي): اسم إشارة مبتدأ حذف خبره؛ أَي: (لك إما ذي، وإما النائية)؛ أَي: البعيدة، ويجوز كونه مفعولًا لمحذوف؛ أَي: (خذ إما ذي وإما البعيدة).

واللَّه الموفق

ص:

٥٥٤ - وَأَولِ لكِن نَفيًا أَو نَهيًا وَلَا ... نِدَاءً أَو أَمرًا أَو إثبَاتًا تَلَا (١)


= المعنى: يُعَزّي الشاعر نفسه في مقتل أخ له قائلًا: كذبتك نفسك فيما منَّيتُك به في الاستمتاع بحياة أخيك، فاكذبها في كل ما تمنيك به بعد، فإما أن تجزع لفقد أخيك، وذلك لا يجْدي عليك شيئًا، وإما أن تجمل الصبر، وذلك أجدى عليك.
وقيل: إن الشاعر يخاطب امرأة، فروي البيت فاكذبيها.
الإعراب: لقد: اللام: واقعة في جواب قسم مقدر، وقد: حرف تحقيق. كذبتك: فعل ماضٍ مبني على الفتح لاتصاله بتاء التأنيث، والتاء: لا محل لها، والكاف: مفعول به محلها النصب.
نفسك: فاعل مرفوع بالضمة، والكاف: مضاف إليه محله الجر. فاكذبنها: الفاء: استئنافية، واكذب: فعل أمر مبني على الفتح لاتصاله بنون التوكيد الخفيفة، والفاعل ضمير مستتر وجوبًا تقديره: أنت، والنون: لا محل لها، وها: في محل نصب مفعول به. فإن: الفاء: استئنافية، إنْ: حرف تفصيل، والأصل إما. جزعًا: مفعول مطلق منصوب، لفعل محذوف. وإن: الواو: حرف عطف، إن: حرف تفصيل. إجمالَ: مفعول مطلق منصوب، لفعل محذوف. صبر: مضاف إليه مجرور.
جملة (لقد كذبتك نفسك): جواب قسم لا محلّ لها من الإعراب. وجملة (اكذبنها): استئنافية لا محلّ لها من الإعراب. وجملة (فإن جزعًا): استئنافية لا محلّ لها من الإعراب. وجملة (إن إجمالَ صبر): معطوفة على سابقتها لا محل لها من الإعراب.
الشاهد: أن (إن) في قوله: (فإن جزعًا وأن إجمال صبر) أصلها (إمّا)، فحذف (ما) وأبقى (إن)، والتقدير: فإما تجزع جزعًا وإمّا تجمل إجمال صبر.
(١) وأول: فعل أمر، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبًا، تقديره: أنت. لكن: قصد لفظه: مفعول به لأَولِ. نفيا: مفعول ثان لأول. أو: عاطفة. نهيا: معطوف على قوله نفيا. ولا: قصد لفظه: مبتدأ. نداء: مفعول به مقدم لقوله: تلا الآتي. أو أمرًا أو إثباتًا: معطوفان على قوله نداء السابق. تلا: فعل ماض، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازًا، تقديره: هو يعود إلى (لا) والجملة من (تلا) وفاعله: في محل رفع خبر المبتدأ الذي هو (لا) المقصود لفظه.

<<  <  ج: ص:  >  >>