للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

أي: (بَينَ الخير وبيني).

وكقولهم: (راكب النّاقة طليحان)؛ أَي: (والنّاقة طليحان)، فـ (طليحان): خبر عن المبتدأ الّذي هو (راكب) وعن ما عطف عليه.

والحذف هنا للعلم به؛ لأنَّ (طليحان) لا يكون خبرًا عن (راكب النّاقة)، وهو تثنية: طَلِيح.

طلح بعيره: إِذا أتعبه .. فهو: (طليح وطِلْح)، فهذا التّركيب مثل قولك: (زوج المرأة متَّفقان)؛ أَي: (زوج المرأة والمرأة متفقان).

وتنفرد الواو بأنها تعطف عاملًا محذوفًا بقي معموله؛ دفعًا للوهم، وإِليه أشار بقوله: (وَهْيَ انْفَرَدَتْ بَعطْفِ عَامِلٍ مُزَالٍ ... إِلَى آخره).

وقوله: (مزال)؛ أَي: محذوف، ومنه قوله تعالَى: {وَالَّذِينَ تَبَوَّءُوا الدَّارَ وَالْإِيمَانَ}؛ أَي: و (ألفوا الإِيمان)، ونحو قول الشّاعرِ:

إِذَا مَا الغَانِيَاتُ بَرَزنَ يَومًا ... فَزَجَّجنَ الحَواجِبَ وَالعُيُونَا (١)


= على صاحبه أبو حجر. أبو: فاعل جاء مرفوع، وعلامة رفعه الواو؛ لأنه من الأسماء الستة، وهو مضاف. حجر: مضاف إليه مجرور، وعلامة جره الكسرة الظاهرة، وجواب لو محذوف؛ لدلالة سياق الكلام عليه، وجملة لو وفعلها وجوابها: اعتراضية، لا محل لها؛ لاعتراضها بين خبر كان واسمها. إلا: أداة حصر، لا محل لها من الإعراب. ليال: اسم كان مرفوع وعلامة رفعه الضمة المقدرة على الياء المحذوفة للتخلص من التقاء الساكنين. قلائل. صفة لليال مرفوعة، وعلامة رفعه الضمة الظاهرة.
الشاهد: قوله: (بين الخير) حيث حذف الواو ومعطوفها وهو (وبيني)؛ لأن التقدير: بين الخير وبيني؛ كما ذكر المصنف، والدليل على ذلك: أن (بين) يجب أن تضاف إلى متعدد، كما أسلفنا.
(١) التخريج: الشاهد من شواهد التصريح ١/ ٣٤٦، والأشموني ٤٤٣/ ١/ ٢٦٦، والخصائص ٢/ ٤٣٢، والإنصاف ٦١٠، والعيني ٣/ ٩١، ٤/ ١٩٣، والهمع ١/ ١٢٢، ٢/ ١٣٠، والدرر ١/ ١٩١، ٢/ ١٦٩، وحاشية يس ١/ ٤٣٢، وتأويل مشكل القرآن ١٦٥، ومغني اللبيب ٦٦٢/ ٤٦٦ وشرح السيوطي ٢٦٣، والخزانة ٢/ ٧٣، وشذور الذهب ١١٦/ ٣١٧.
اللغة: الغانيات: جمع غانية، وهي المرأة التي استغنت بجمالها عن الحلي والزينة. برزن: ظهرن. زججن الحواجب: دققنها ورققنها في طول.
المعنى: إذا ما برزت تلك النساء الجميلات من خدورهن متزينات - وقد رققن حواجبهن، وكحلن عيونهن - أنخن جمالهن التي يركبنها - بهذا الموضع - وسط النهار؛ ليصلحن خدورهن، أو =

<<  <  ج: ص:  >  >>