للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

فـ (العيون): مفعول لمحذوف، التّقدير: (وكحلن العيون)، فحذف العامل الّذي عطفته الواو وهو: (كحَّلن)، وبقي معموله وهو: (العيون).

ولَا يجوز عطف: (العيون علَى الحواجب)؛ لأنَّ الغانيات لا يزججن العيون بَلْ يكحلنها.

فإِن ضمن زججن معنَى زيّنَّ .. صح العطف لصحة انصباب الفعل حينئذ علَى المعطوف والمعطوف عليه.

ويمكن أَن يكونَ من قبيل حذف العامل المعطوف قوله تعالَى: {اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ} وإنه ليس من عطف المفردات، وإِنما هو من عطف الجمل، فـ (زوجك): معمول لعامل محذوف عطفته الواو، والتّقدير: (ولتسكن زوجك الجنة).

وقيل: لا بد من هذا التّقدير؛ لأنَّ المعطوف يحل محل المعطوف عليه، وههنا لا يجوز ذلك؛ لأنَّ فعل الأمر لا يرفع ظاهرًا؛ فَلَا يقال فِي غير القرآن: (اسكن زوجك) ونحوه.

ولكن صحح فِي "النّهر": أنه من عطف المفرد كما سبق، ولهذا قال بعضهم: يغتفر فِي التّابع ما لا يغتفر فِي المتبوع، ومن ثم جاز: (قام زيد وأنا) علَى أنه لا يقال؛ (قام أنا) خصوصًا.

نص المصنف فِي "التّسهيل": إنه لا يشترط فِي المعطوف أَن يقع موقع المعطوف هوادجهن.

الإعراب: إذا: ظرف لما يستقبل من الزمان، خافض لشرطه، منصوب بجوابه مبني على السكون في محل نصب على الظرفية الزمانية، مما: زائدة. الغانيات: فاعل لفعل محذوف، يفسره المذكور بعده؛ وجملة الفعل المحذوف وفاعله: في محل جر بالإضافة. برزن: فعل ماضٍ مبني على السكون، ونون النسوة: فاعل؛ وجملة برزن: تفسيرية، لا محل لها. يوما: متعلق بـ (برز). وزججن: الواو عاطفة، زجج: فعل ماضٍ مبني على السكون؛ لاتصاله بنون النسوة، والنون: فاعل. الحواجب: مفعول به منصوب. والعيونا: الواو عاطفة، العيونا: مفعول به لفعل

محذوف، وتقدير الكلام: (وزججن الحواجب وكحلن العيون)، وجملة (كحلن العيون): معطوفة على جملة (زججن الحواجب)؛ وهذا الوجه هو الأفضل.

الشاهد: (زججن الحواجب والعيونا)، حيث عطفت الواو معمولًا وهو (العيونا) لعامل محذوف وهو (كحّلن)؛ وذلك لدفع الوهم، وهذا مما تنفرد به الواو.

<<  <  ج: ص:  >  >>