للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

بجر (سابق) علَى توهم دخول الباء في (مدرك)، فجوؤ هذا الشّاعر العربي ملاحظة ذلك فِي المعطوف عليه فعطف ملاحظًا لهُ فهو عطف علَى المعنَى.

ويعطف علَى معمولي عاملين مختلفين إِذا كَانَ أحد العاملين جارًا، نحو: (فِي الدّار زيدٌ والحجرةِ عمرو) بجر (الحجرة) ورفع (عمرو).

وكذا نحو: (زيدٌ فِي الدّارِ والحجرةِ عمرٌو) فالعاملان فِي هذا الموضع: هما حرف الجر العامل فِي (الدّار)، والابتداء العامل فِي (زيد)، والمعمولان: (الدّار)، و (زيد)، وأما (الحجرة): فمعطوفة علَى (الدّار)، وعامل (الدّار): حرف الجر كما علم، و (عمرو): معطوف علَى (زيد)، وعامل (زيد): الابتداء كما ذكر، فعطف علَى معمولي عاملين، أحدهما: حرف جر.

وممن أجازه: المبرد والكسائي والفراء والأخفش وابن السّراج.

وأنشد الفراء:

... ... ... ... ولِلطَّيرِ مَجرًى وَالجُنُوبِ مَصَارعُ (١)

فعطف (الجُنوبِ) علَى (الطّيرِ)، و (مصارعُ) علَى (مجرى).

فإِن قدر حرف الجر .. كَانَ فِي حكم المذكور، وَلَم يكن حينئذ عطف علَى معمولي عاملين مختلفين؛ كما تقول: (للطير مجرى وللجنوب مصارع)، بَلْ هو


= هكذا روي بالجر، وقد روي بالنصب أيضًا عطفًا على اللفظ .. فحينئذ لا شاهد فيه.
(١) التخريج: عجز بيت من الطويل، وصدره: ألا يا لقومي كل مما حم واقع
وهو للبعيث في لسان العرب ١٢/ ١٥١ (حمم)؛ وتاج العروس (حمم)؛ ولخداش بن بشر العاملي أو لقيس بن ذريح في المقاصد النحوية ٣/ ٣٥٢؛ وبلا نسبة في الدرر ٦/ ١٥٣؛ وهمع الهوامع ٢/ ١٣٩.
الشرح: كل مما حم: - بضم الحاء وتشديد الميم - معناه: كل ما قُدِّر. الجُنوب: جمع جنب. المصارع: جمع مصرع، من صرعته صرعًا بالفتح لتميم، وبالكسر لقيس.
الإعراب: ألا: للتنبيه، يا: حرف نداء، لقومي: اللام للاستغاثة وهي من اللامات الزائدة للتوكيد، قومي: منادى، كل: مبتدأ مرفوع بالضمة الظاهرة، ما حم: مضاف إليه، واقع: خبر المبتدأ مرفوع بالضعة الظاهرة، وللطير: جار ومجرور خبر مقدم، مجرى: مبتدأ مؤخر.
الشاهد: قوله: (والجنوب مصارع)، حيث جاء (الجنوب) بالجر مع أنه خبر عن مصارع؛ لأنه عطف على قوله: (وللطير)، والجر بحرف مقدر تقديره: (وللجنوب).

<<  <  ج: ص:  >  >>