للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

عمرًا)، فأمر بضرب زيد، ثم بدا أَن يؤمر بضرب عمرو من غير سلب الحكم عن الأول، فهو حينئذ مسكوت عنهُ.

والأحسن فيه: أَن يؤتَى بـ (بَلْ) فإِذا أتَى بها؛ كـ (اضرب زيدًا بَلْ عمرًا) .. خرج عن كونه بدلًا، وصار عطف نسق؛ لأنَّ البدل تابع بلَا واسطة كما علم.

٢. وقسم يسمَّى بدل غلط: ولا يكون فِي القرآَن العظيم، ولَا فِي فصيح الكلام من غيره.

وضابطه: أَن يذكر متبوعه علَى اللّسان غلطًا لا عن قصد؛ كـ (رأيت رجلًا امرأةً) فأردت: (رأيت امرأة)، فغلطت فقلت: (رجلًا).

٣. وقسم يسمَّى بدل النّسيان: كـ (اضرب زيدًا عمرًا)، فأمرت بضرب زيد، ثم تبين فساده وأنه ليس المراد.

فالإضراب: لم يتبين فيه فساد الأول.

والغلط: لم يقصد فيه ذكر الأول.

والنسيان: مبيَّنٌ فيه فساد الأول.

وقوله: (خُدْ نَبْلًا مُدَى) صالح للثلاثة:

فإِن قصد الأول وأضرب عنهُ للثاني .. فإضراب.

وإِن لم يقصد الأول .. فغلط.

وإِن قصد الأول ثم تبين فساده .. فنسيان.

و (المدى): جمع (مدية) وهي: السّكين.

* وتبدل النكرة من المعرفة، كقولِهِ تعالَى: {بِالنَّاصِيَةِ (١٥) نَاصِيَةٍ كَاذِبَةٍ}.

واشترط الكوفيون هنا: أَن يكونَ بلفظ الأول وأن توصف كما فِي هذه الآية. والبغداديون والزّمخشري والجرجاني: يشترطون أَن توصف النكرة فقط؛ كـ (مررت بزيد رجل صالح)؛ لأنَّ البدل للإيضاح، والشّيء لا يوضح بما هو أخفَى منه، فَلَا تحصل فائدة بدون الصّفة.

* والمعرفة من النكرة: ومنه فِي القرآن: {إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ (٥٢) صِرَاطِ اللَّهِ}. ومنه علَى إعراب: (وجعلوا لله شركاء الجن)، فـ (شركاء): مفعول أول، =

<<  <  ج: ص:  >  >>