ونحو: (يا صالحين) إِذا لم تقصد معينًا.
وأنكر المازني: النّكرة غير المقصودة.
* والثّاني: كقولِهِ تعالى: {يَاذَا الْقَرْنَيْنِ}، {يَامَعْشَرَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ}.
وعن ثعلب: جواز رفعه إذا كانت الإضافة غير محضة؛ كـ (يا حسن الوجه) وهو وارد علَى قوله: (عادمًا خلافًا).
ويحتمل أنه أَن لم يعتبر مذهب ثعلب هنا، فكأنه قال: (عادمًا خلافًا معتَّدًا به).
ولهذا أنشد السّيوطي رحمه الله تعالَى فِي "الإتقان":
وَلَيسَ كُلُّ خِلَافٍ جَاءَ مُعتَبَرًا ... إِلَّا خِلَافٌ لَهُ حَظٌّ مِنَ النّظرِ
* والثالث: ما اتصل به شيء من تمام معناه؛ نحو: (يا لطيفًا بالعباد)، ونحو: (يا طالعًا جبلًا).
ص ١٣٧، وشرح ابن عقيل ص ٥١٥، وشرح قطر الندى ص ٢٠٣، والمقتضب ٤/ ٢٠٤.
اللغة وشرح المفردات: عرضت: أتيت العروض، وهي بمكة والمدينة وما حولهما. نداماي: جمع ندمان، وهو النديم، أي الجليس إلى الخمر. نجران: مدينة بالحجاز.
المعنى: يقول الشاعر لراكب: إذا أتيت العروض .. فبلغ أصحابي بأنني لن ألتقي بعد اليوم، لأنه سيفارق الحياة.
الإعراب: أيا: حرف نداء. راكبًا: منادى منصوب. إما: إن: حرف شرط جازم، ما: زائدة. عرضت: فعل ماض مبني على السكون، والتاء: فاعل، وهو فعل الشرط. فبلغن: الفاء: رابطة لجواب الشرط، بلغن، فعل أمر مبني على الفتح لاتصاله بنون التوكيد الخفيفة، والفاعل: أنت. والنون: للوقاية. نداماي: مفعول به أول، وهو مضاف، والياء: فِي محلّ جر بالإضافة. من: حرف جر نجران: اسم مجرور بالفتحة لأنه ممنوع من الصرف. والجار والمجرور متعلقان بمحذوف حال من ندام. أن: مخففة من أن، واسمها ضمير الشأن المحذوف تقديره: أنه، أي الحال والشأن. لا: النافية للجنس. تلاقيا: اسم مبني على الفتح فِي محلّ نصب اسم لا، والألف: للإطلاق، وخبر لا محذوف تقديره: أن لا تلاق حاصل لنا.
وجملة (أيا راكبًا) الفعلية على تقدير: أدعو راكبًا: لا محلّ لها من الإعراب لأنها ابتدائية. وجملة (عرضت): فِي محلّ جزم فعل الشرط. وجملة (فبلغن): الفعلية فِي محلّ جزم جواب الشرط. والجملة المصدرية من أن وما بعدها: فِي محلّ نصب مفعول به ثان. وجملة (لا تلاقيا): الاسمية فِي محلّ رفع خبر إن.
الشاهد فيه قوله: (أيا راكبًا) حيث جاء (راكبًا) نكرة غير مقصودة، فوجب نصبه.