للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وأشار بقوله: (الأَمْرُ هَكَذَا مِنَ الثُّلَاثي) إِلَى أَنَّ (فَعَال) مطَّرد أيضًا فِي الدّلالة علَى الأمر من كل فعل: ثلاثي، تام التصرف؛ كـ (نَزَالِ)، و (كَتَابِ)، و (ضَرَابِ)، بالبناء علَى الكسر.

قال الفارسي: لتضمنه معنَى لام الأمر، والمعنى: (انزل)، و (اكتب)، و (اضرب)، قال الشاعر:

تَراكِهَا من إِبِلٍ تَراكِها ... ........................ (١)

أي: (اتركها).

قيل: ومنه قراءة: (لا مَسَاسِ) بفتح الميم وكسر السّين، وإِنما دخلت (لا) الثّانية الَّتي تنصب النكرات وهذه الأسماء معارف؛ لأنَّ فيه نفي الفعل، فالتقدير: (لا يكن منك مساس)، ومعناه: النهي؛ أي: (لا تمسني).

وقيل: عدل عن المصدر؛ كـ (فَجارِ).

فخرج: غير الثَّلاثي: كـ (دحرج).


= أطوف الأولى. وجملة (قعيدته لكاع) الاسمية: فِي محل نعت لبيت.
الشاهد: قوله: (لكاع)؛ حيث جاءت (لكاع) خبرًا على الشذوذ، لأن الاستعمال الشائع بين العرب: أن السب للأنثى بوزن (فَعالِ) لا يكون إِلَّا منادي.
(١) التخريج: صدر بيت من الرجز، وعجزه: أما ترى الْمَوْت لَدَى أوراكها
وهو للطفيل بن يزيد فِي خزانة الأدب ٥/ ١٦٠، ١٦٢ ولسان العرب ١٠/ ٤٠٥ (ترك)، وبلا نسبة فِي جمهرة اللغة ص ٣٩٤ والكتاب ١/ ٢٤١، ٣/ ٢٧١، وما ينصرف وما لا ينصرف ص ٧٢، والمقتضب ٣/ ٣٦٩، وشرح أبيات سيبويه ٢/ ٣٠٧.
الإِعراب: تراكها: اسم فعل أمر بمعنى اترك مبني على الكسر، والفاعل: أنت، وها: ضمير فِي محل نصب مفعول به. من إِبل: جار ومجرور متعلّقان بمحذوف حال من المفعول به. تراكها: كسابقتها. أما: حرف استفتاح أَو تنبيه. تري: فعل مضارع مرفوع، والفاعل: أنت. الخيل: مفعول به منصوب. لدي: ظرف متعلّق بمحذوف حال من الخيل، وهو مضاف. أوراكها: مضاف إِليه مجرور، وهو مضاف، وها ضمير فِي محلّ جر بالإِضافة.
جملة (تراكها من إِبل) الفعليّة: لا محل لها من الإِعراب لأنها ابتدائية. وجملة (تراكها) الثّانية: توكيد للجملة الأولى، أَو استئنافية. وجملة (تر) استئنافية لا محل لها من الإِعراب.
الشاهد فيه قوله: (تراكها ... تراكها)، حيث اشتق من الفعل الثلاثي الذي هو (ترك) تحرك اسمًا على وزن فعال، واستعمله بمعنى فعل الأمر، وبناء على الكسر.

<<  <  ج: ص:  >  >>