مجيئك فِي هذا الحين.
قال: فإِن قدر المنادَى محذوفًا. . كسرت اللّام.
وكأنه قيل: (يا قوم أدعوكم للدواهي)، فـ (الدواهي): حينئذ مستغاث من أجله.
وكذا تقول: (يا لَلعجب)؛ فإِن فتحت اللّام. . فالمعنى: (يا للعجب من زيد)، وإِن كسرتها. . فالمعنى: (يا لَزيد لِلعجب).
ولَا يجمع بَينَ الألف واللّام؛ لئلا يجمع بَينَ العوض والمعوض.
وعن الكوفيين: أَن المستغاث أصله (يا آل زيد)، فـ (زيد): مضاف إِليه.
والجمهور: أنها لام الجر.
وابن خروف: أنها زائدة لا تتعلق، وكذا فِي التّعجب.
وقال غيره: تتعلق، وسبق بسط ذلك فِي آخر حروف الجر.
ويجوز وصف المستغاث، نحو: (يا لزيد الشّجاعِ) بالجر.
وفي "النّهاية": لا يعدّ نصبه حملًا علَى الموضع.
ولَا تحذف أداة النّداء من المستغاث؛ لأنَّ الدّاعي للاستغاثة إِنما هو الحاجة والتّخلص من الشّدة، والحذف مناف لذلك كما سبق فِي النّداء.
ولئلا تلتبس لامه بلام الابتداء؛ لأَنَّها مفتوحة مثلها؛ كما تقول: (لَزيدٌ قائم).
ولَا يكفي الإعراب فارقًا؛ لوجود اللّبس فِي المقصور، قاله العلامة منصور بن فلاح فِي "مغنيه".
قال فِي "التّسهيل": ورُبَّما كَانَ المستغاث مستغاثًا من أجله تقريعًا وتهديْدًا؛ نحو: (يا لَزيد لِزيد)؛ أَي: (أدعوك لتنصف من نفسك).
واللَّه الموفق
* * *
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute