للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

تنوين و (أفٍ)، و (أفًا)، و (أفٌ) بالتّنوين.

- و (وا)؛ أَى: (أعجب).

وقول الشّيخ: (وي): كذلك، وقول ابن عمر رضي اللَّه عنهُ: (واعجبًا لك يا ابن عباس)، فـ (وا) بمعنَى: (أعجب).

وقوله: (عحبا): توكيد لقولِهِ: (واهذا) علَى أَن (عجبًا) منون.

وإِلا. . فالأصل: (واعجبي)، فأبدلت الكسرة فتحة، والياء ألفًا، كما فِي (يا أسفا)، فتكون (وا) للندبة.

وقد يلحقها كاف الخطاب؛ كقولِهِ:

أَلَا ويَكَ المَسَرَّةُ لَا تَدُوم ... . . . . . . . . . . (١)

وقول الآخر:

. . . . . . . . . . ... قِيلُ الفَوَارِسِ وَيكَ عَنْتَرَ أَقْدِمِ (٢)


(١) التخريج: صدر بيت من الوافر، وعجزه: وَلَا يَبْقَى عَلَى الدَّهْرِ النَّعِيم
وللبيت قصة ذكرها صاحب العقد الفريد ٣/ ٢١٧، وهي:
قال: كانت امرأة من هذيل، وكان لها عشرة إخوة وعشرة أعمام؛ فهلكوا جميعا فِي الطاعون؛ وكانت بكرًا لم تتزوج؛ فخطبها ابن عم له فتزوّجها. فلم تلبث أن اشتملت علَى غلام فولدته، فنبت نباتًا كأنما يمدّ بناصيته وبلغ، فزوّجته وأخذت فِي جهازه، حتى إذا لم يبق إِلَّا البناء. . أتاه أجله، فلم تشقّ لها جيبًا، ولم تدمع لها عين؛ فلما فرغوا من جهازه دعيت لتوديعه، فأكبّت عليه ساعة، ثم رفعت رأسها ونظرت إليه وقالت:
ألَا تِلكَ المَسَرَّة لَا تَدُوم ... وَلَا يَبْقَى عَلَى الدَّهْرِ النَّعِيم
ولا يبقى علَى الحَدَثَانِ غَفَر ... بِشَاهِقَة لَهُ أمّ رَؤُوم
ثم أكبت عليه أخرى، فلم تقطع نحيبها حتى فاضت نفسها، فدفنا جميعًا.
الشاهد: قوله: (ويك)؛ حيث جاء جاء اسم فعل بمعنى أعجب، ولحقه كاف الخطاب.
(٢) التخريج: عجز بيت من الرجز، وصدره: وَلَقَد شَفَا نَفْسي وَأَبْرَأَ سَقمَها
وهو لعنترة فِي ديوانه ص ٢١٩، والجنى الداني ص ٣٥٣ وخزانة الأدب ٦/ ٤٠٦، ٤٠٨، ٤٢١، وشرح شواهد المغني ص ٤٨١، ٤٨٧، وشرح المفصل ٤/ ٧٧، والصاحبي فِي فقه اللغة ص ١٧٧، ولسان العرب ١٥/ ٤١٨ ويا، والمحتسب ١/ ١٦، ٢/ ١٥٦، والمقاصد النحوية ٤/ ٣١٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>