للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

غير ذلك.

والصّحيح: فعلان غير متصرفين؛ لاتصال ضمير الرّفع البارز بهما، فيُجرَيان مجرَى (ارم)، و (اخشَ).

فتقول للواحد: (هاتِ)، و (تعالَ) بالبناء علَى حذف الياء من الأول، والألف من الثَّاني.

ويبنيان علَى حذف النّون تقديرًا فِي غير ذلك؛ إِذ لم يسمع لهما مضارع، فتقول: (هات وتعالي يا هند)، و (هاتيا وتعاليا يا زيدًا)، أَو (يا هندان)، و (هاتوا وتعالوا يا زيدون)، وفي القرآن: {قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ}، {فَقُلْ تَعَالَوْا نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ}.

وأصل (هات يا هند): (هاتيي) بياءين؛ كما فِي (ارمني)، الأولَى: لام الكلمة، والثّانية: ياء الفاعلة، فاستثقلت الكسرة علَى الياء، فحذفت، فالتقَى ساكنان، فحذفت الأولَى وهي لام الفعل فحصل: (هاتي).

وأصل (تعالوا): (تعالَيُوا)؛ كما فِي (احتسَبُوا) فقلبت الياء ألفًا؛ لتحركها وفتح ما قبلها، ثم حذفت للساكنين.

وتقول لجماعة النّسوة: (هاتَينَ)، و (تعالَين)، وفي القرآن: {فَتَعَالَيْنَ أُمَتِّعْكُنَّ} بالبناء علَى السّكون؛ كما فِي (ارمين)، و (اخشَين).

وشذ كسر اللّام فِي قوله:

. . . . . . . . . . ... تَعَالِي أقاسِمْكِ الهُمُومَ تَعَالِي (١)


(١) التخريج: عجز بيت من الطويل، وصدره: أيا جارتا ما أنصف الدهر بيننا
وهو لأبي فراس الحمداني فِي ديوانه ص ٢٤٦، وبلا نسبة فِي شرح شذور الذهب ص ٢٩، وشرح قطر الندى ص ٣٢، والمقطوعة التي منها البيت هي:
أَقولُ وَقَد ناحَت بِقُربي حَمامَةٌ ... أَيا جارَتا هَل تَشعُرينَ بِحالي
مَعاذَ الهَوى ما ذُقتِ طارِقَةَ النَّوى ... وَلا خَطَرَت مِنكِ الهُمومُ بِبالِ
أَتَحمِلُ مَحزونَ الفُؤادِ قَوادِمٌ ... عَلى غُصُنٍ نائي المَسافَةِ عالِ
تَعالِي تَرَي روحًا لَدَيَّ ضَعيفَةً ... تَرَدَّدُ في جِسمٍ يُعَذِّبُ بالِ
أَيَضحَكُ مَأسورٌ وَتَبكي طَليقَةٌ ... وَيَسكُتُ مَحزونٌ وَيَندِبُ سالِ
لَقَد كُنتُ أَولى مِنكِ بِالدَمعِ مُقلَةً ... وَلَكِنَّ دَمعي فِي الحَوادِثِ غالِ
وأبو فراس فِي رأي النحاة لا يحتج بشعره، وإنما جاء البيت للتمثيل به فقط.

<<  <  ج: ص:  >  >>