للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

شَهِيدِي الوَلِيدُ عَلَى حُبِّهَا ... أَلَيسَ بِعَدلٍ عَلَيْهَا الوَلِيدَا (١)

وأما قوله عليه الصّلاة والسّلام: "معاشر الشَّباب من استطاع منكم الباءة. . فليتزوج، ومن لم يستطع فعليه بالصّوم" فقد حسنه الخِطاب.

وابن عصفور: أَن (عليه): خبر، و (الصوم): مبتدأ، و (الباء): زائدة.

واختلف فِي اتصاله بضمير المتكلم، والمشهور: المنع.

لكن سمع (إلى) بمعنَى: (ائتني)، و (عليّ الشّيء) بمعنَى: (أوليته).

والبصريون: أَن الياء والكاف من نحو: (علَيّ)، و (عليك)، و (عليكم) اسم فِي محل جر، ويشهد لهم (علَيَّ عبدِ اللَّه زيدًا)، بجر (عبد) فتبين أَن الضّمير مجرور الموضع، بدليل الإبدال منه.

وقيل: عطف بيان.

فيه نظر؛ إِذ لا يكون ضميرًا ولا تابعًا لضمير، فهو بدل عند من لا يشترط حلوله محل الأول.

وعن الكسائي: أَن الياء والكاف فِي محل نصب.

وعن الفراء: رفع.

وابن بابشاذ: حرف لا موضع لهُ كالكاف فِي ذلك.

قال: لأنَّ الاسم الظّاهر لا يقع موقعها.

وفي نحو: (عليك)، و (إِليك) ضميرٌ مستتر فاعل؛ كما فِي (الزم)، و (تنحَّ)؛ فإِن أكدت هذا الضّمير بالنّفس أَو العين. . قلت: (عليك أنت نفسُك) بالرّفع؛ كما تقول: (قم أنت نفسُك).

وإن أكدت الكاف علَى مذهب البصريين. . قلت: (عليك نفسك) بالجر أَو


(١) التخريج: البيت من المتقارب، ولم أجده فيما بين يدي من مراجع سوى ما ذكر صاحب "الانتخاب فِي الأبيات المشكلة الإعراب" ص ٣٧ أنه لأبي علي، وهو فيه بلفظ (زياد) بدل (الوليد) فِي الموضعين.
الشّاهد: قوله: (عليها الوليدا)؛ حيث دخل اسم الفعل (علَى) علَى الضّمير المؤنث الغائب ونصب المفعول (الوليد) علَى الإغراء وهو شاذ؛ إذ لا يستعمل إِلَّا مع ضمير المخاطب.

<<  <  ج: ص:  >  >>