للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

وربما أبدلت ألفًا فِي الوصل، وجعل منه قوله تعالي: {أَلْقِيَا فِي جَهَنَّمَ} الآية، والأصل: (ألقين) مؤكد بالخفيفة، وقرئ به.

وقيل: الخطاب للملكين علَي الأصل.

وقيل: لواحد.

وجرت عادة العرب أَن يخاطبوا الواحد بما للاثنين؛ كقوله:

فإن تزجُرَاني يا ابنَ عَفَّانَ أنزَجر ... ................. (١)

وقول الآخر:

فَقُلْتُ لِصَاحِبِي: لَا تَحْبِسَانَا ... ..................... (٢)

محل نصب مفعول به، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبًا تقديره أنت. ولا: الواو حرف عطف، لا: الناهية. تعبد: فعل مضارع مجزوم بالسكون، وحُرِّك بالكسر منعًا من التقاء الساكنين، وفاعله ضمير فيه وجوبًا تقديره أنت. الشيطان: مفعول به منصوب بالفتحة. والله: الواو حرف عطف، اللَّه: اسم الجلالة مفعول به مقدم منصوب بالفتحة. فاعبدا: الفاء زائدة، اعبدا فعل أمر مبني عليّ الفتحة لاتصاله بنون التوكيد الخفيفة المنقلبة ألفًا مراعاة للروي، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبًا تقديره أنت.

الشاهد: فيه قوله: (فاعبدا) حيث أبدل نون التوكيد الخفيفة ألفًا في الوقف.

(١) التخريج: صدر بيت من الطويل، وعجزه: وَإِنْ تَتْرُكَانِي أَحْمِ عِرْضا مُمَنَّعا

وهو لسويد بن كراع العكلي في لسان العرب ٥/ ٣٢٠ (جزز)؛ والتنبيه والإيضاح ٢/ ٢٣٩، وتاج العروس ١١/ ٢٩٣ (دسكر)، وليس في ديوانه، وليزيد بن معاوية في ديوانه ص ٢٢، ولسان العرب ٨/ ٤١٥ (ينع)، وتهذيب اللغة ٣/ ٢٢١، وبلا نسبة في تاج العروس، ٢٢/ ٤٣٣ (ينع)، وسويد بن كراع شاعر جاهلي إسلامي هجا قومه فاستعدوا عليه عثمان بن عفان رضي اللَّه عنه فأوعده وأخذ عليه ألّا يعود للهجاء، وقبل بيت الشاهد قوله:

وَأَنتَ اِبنَ حُكّامٍ أَقاموا وَقَوَّموا ... قُرونًا وَأَعطوا نائِلًا غَير أَقطَعا

وَقَد كانَ في نَفسي عَلَيها زِيادَةٌ ... فَلَم أَرَ إِلّا أَن أُطيعَ وَأَسمَعا

فَإِن أَنتُما أَحكَمتُماني فَازجُرا ... أراهِطَ تُؤذيني مِنَ الناسِ رُضَّعا

الشاهد: قوله: (تزجراني)، حيث خاطب المفرد بخطاب المثنى.

(٢) التخريج: صدر بيت من الوافر، وعجزه: بِنَزْعِ أصُوْلهِ وَاجْدزَّ شِيحَا

وهو لمضرس بن ربعي في شرح شواهد الشافية ص ٤٨١، وله أو ليزيد بن الطثرية في لسان العرب ٥/ ٣١٩، و ٣٢٠ جزر، والمقاصد النحوية ٤/ ٥٩١، وبلا نسبة في الأشباه والنظائر ٨/ ٨٥،

<<  <  ج: ص:  >  >>