للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

كلاهما منقوص؛ كـ (قاضٍ)، والياء محذوف للخفه كما علم؛ وتقول: (رأيت أعيميَ)، و (يعليَ) بفتح الياء، كما قلت: (رأيتُ قاضيَ وجواريَ).

وكذا يمنعان الصرف بدون تسمية للوصف ووزن المضارع فتعمل فيهما العمل المذكوو، وهذا الذي تقدم مذهب الخليل وسيبويه والمصنف.

وذهب يونس بن حبيب وعيسى بن عمر وعلي الكسائي: إلي أن الاسم المنقوص الممنوع الصرف تثبت ياؤه ساكنةً في الرفع، وتفتح في الجر كما تفتح في النصب؛ فتقول فيما سبق: (هذا قاضي)، و (يعيلي) بإثباتها ساكنة، و (مررت بقاضيَ)، و (يعيليَ) بفتحها؛ كما تفتح في (رأيت قاضيَ)، و (يعيليَ)، فحملوا المعتل علي الصحيح؛ كـ (أحمد) واستدلوا بقولِ الشاعر:

قَدْ عَجِبَتْ مِنِّي وَمِنْ يُعَيلِيا ... ................. (١)


(١) التخريج: صدر بيت من الرجز، وعجزه: لمَّا رأتْني خَلَقًا مُقْلَوْليَا
وهو للفرزدق في الدرر ١/ ١٠٢، وشرح التصريح ٢/ ٢٢٨، وبلا نسبة في الخصائص ١/ ٦، والكتاب ٣/ ٣١٥، ولسان العرب ١٥/ ٩٤ علا، ١٥/ ٢٠٠ قلا، وما ينصرف وما لا ينصرف ص ١١٤، والمقتضب ١/ ١٤٢، والممتع في التصريف ٢/ ٧٥٥، والمنصف ٢/ ٦٨، ٧٩، ٣/ ٧٦، وهمع الهوامع ١/ ٣٦.
شرح المفردات: يعيلي: تصغير يعلى، وهو اسم رجل. الخلق: البالي: المقلولي: المنكمش علي ذاته.
المعنى: يقول: لقد عجبَتْ منه لما رأته رث الهيئة، منكمشًا علي ذاته.
الإعراب: قد: حرف تحقيق. عجبت: فعل ماض، والتاء للتأنيث، وفاعله ضمير تقديره: هي. مني: جار ومجرور متعلقان بعجبت. ومن يعيليا: الواو حرف عطف، والجار والمجرور معطوفان علي مني. لما: ظرف زمان منصوب، متعلق بعجبت. رأتني: فعل ماض، والتاء للتأنيث، والنون للوقاية، والياء ضمير في محل نصب مفعول به، وفاعله ضمير مستتر تقديره: هي. خلقًا: حال منصوب، إذا اعتبرت رأى بصرية، ومفعول به ثان إذا اعتبرت رأى علمية. مقلوليا: نعت خلقًا منصوب.
وجملة (عجبت): ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة (رأتني): في محل جر بالإضافة.
الشاهد فيه قوله: (يعيليا)، وهو تصغير (يعلى)، وهو علم علي وزن الفعل، ولم يزل منعه من الصرف بسبب تصغيره، وهو مع ذلك اسم منقوص، وقد عامله معاملة الصحيح، وهذا مذهب يونس وعيسى بن عمر والكسائي، ومذهب سيبويه والخليل: أنه ضرورة.

<<  <  ج: ص:  >  >>