للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

وقيل: لغةٌ.

* وأدغمت نونها في (ما) المصدرية الظرفية في قوله:

لَمَّا رأيتُ أبا يَزيدَ مُقاتِلا ... أَدَعَ القتالَ وأَشْهَدَ الهَيْجَاء (١)

و (أدع) منصوب بها، و (أشهد) منصوب بأن مضمرة؛ والتقدير: (لن أدع القتال وشهودي الهيجاء مدة داوم رؤيتي أبا يزيد مقاتلًا).

* ويجوز تقديم معمول الفعل عليها؛ نحو: (زيدًا لن أضرب).

خلافًا للأخفش الصغير.

* وهي بسيطة.

والفراء: أصلها (لا) فأبدلت الألف نونًا.

والخليل والكسائي: ركبت من (لا) و (أَن)، فحذفت الهمزة تخفيفًا، فحصل


بالإضافة. الحلقة: مفعول به منصوب بالفتحة وسكن لضرورة الشعر.
وجملة (لن يخب): ابتدائية لا محل لها. وجملة (حرك): صلة الموصول لا محل لها.
الشاهد فيه قوله: (لن يخب) حيث جزم الفعل بلن، شذوذًا.
(١) التخريج: الرجز للعجاج في ملحق ديوانه ٢/ ٢٨١، وخزانة الأدب ٨/ ٤٢٩، ٤٣٠، ٤٣٢، والدرر ١/ ٢٩٢، ٢/ ٥٠، والمحتسب ٢/ ٣١٠، وبلا نسبة في الأشباه والنظائر ٨/ ١٤٢، والدرر ٤/ ٥٩، وشرح شافية ابن الحاجب ٢/ ٣٣٦، وشرح المفصل ٩/ ١٥١، واللامات ص ٥٩، والمنصف ١/ ١٢٩، وهمع الهوامع ١/ ٨٨، ١١٢، ٢/ ٣.
الشاهد: قوله: (لمّا .... أدعَ .... وأشهدَ)؛ إذ الأصل (لن ما أدع) والعبارة بتمامها تقديرها: (لن أدع القتال ما رأيت أبا الوليد مقاتلًا).
قال ابن هشام في المغني: وَهُوَ لغز يُقَال فِيهِ: أَيْن جَوَاب (لما) وَبِمَ انتصب (أدع)؟
وَجَوَاب الأول: أَن الأَصْل (لن مَا) ثمَّ أدغمت النُّون فِي الْمِيم للتقارب، ووُصلا خطًا للإلغاز، وَإِنَّمَا حَقّهمَا إِن يكتبا منفصلين. وَنَظِيره فِي الإلغاز قَوْله
عافت المَاء فِي الشتَاء فَقُلْنَا ... برديه تصادفيه سخينا
فَيُقَال كَيفَ يكون التبريد سَببًا لمصادفته (سخينا)؟ وَجَوَابه: أَن الأَصْل: (بل رديه) ثمَّ كتب على لَفظه للإلغاز.
وَعَن الثَّانِي: أَن انتصابه بلن، وَمَا الظَّرْفِيَّة وصلتها: ظرف لَهُ فاصل بَينه وَبَين لن للضَّرُورَة، فَيسْأَل حِينَئِذٍ: كَيفَ يجْتَمع قَوْله: (لن أدع الْقِتَال) مَعَ قَوْله: (لن أشهد الهيجاء)؟
فيجاب: بِأَن (أشهد) لَيْسَ مَعْطُوفًا على (أدع)، بل نَصبه بِأَن مضمرة، وَأَن وَالْفِعْل: عطف على الْقِتَال؛ أَي: لن أدع الْقِتَال وشهود الهيجاء

<<  <  ج: ص:  >  >>