للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

واختلف في اختيار فصل الثاني ووصله مع الناسخ:

* فالأرجح عند الرماني وابن الطراوة والمصنف: الاتصال؛ نحو: "كنته وخلتنيه"، ومنه قوله -صلى الله عليه وسلم- لعمر بن الخطاب: "إِن يكنه فلن تسلط عليه"، فوصل خبر "كان" ولم يقل: "إِن يكن إِياه".

وقيل: في "يكنه" ضمير الشأن اسمها، وهذه الهاء مبتدأ، راجع لابن الصياد، وأصلها: هو، وخبره: محذوف، والجملة خبر كان، والتقدير: إِن يكن الشأن ابن الصياد الدجال. قاله في "شرح المصابيح".

وقوله عليه الصلاة والسلام: "إِياكِ أن تكونيه يا حُمَيراء".

ونحو قول الشَّاعرِ:

بُلِّغتُ صُنْعَ امْرِئٍ بَرٍّ أَخَالُكَهُ ... ................... (١)


(١) بُلِّغْتُ صُنع امْرِئٍ بَرٍّ أَخَالُكَهُ ... إذْ لَمْ تَزَلْ لاِكْتِسَابِ الْحَمْدِ مُبْتَدِرَا
التخريج: البيت بلا نسبة في شرح التصريح ١/ ١٠٨، والمقاصد النحوية ١/ ٢٨٧.
شرح المفردات: بُلِّغتُ: أُخبرتُ. البر: الصادق. إخالكه: أظنك إياه. المبتدر: المسرع.
المعنى: لقد عرفت ما قمت به من محامد الأفعال، وأنك الرجل السابق إلى حميد الأعمال.
الإعراب: بُلِّغتُ: فعل ماض للمجهول مبني على السكون، والتاء في محل رفع نائب فاعل. صنعَ: مفعول به ثان، وهو مضاف. امرئٍ: مضاف إليه مجرور بالكسرة. برٍّ: نعت امرئٍ مجرور بالكسرة. أخالُكه: فعل مضارع مرفوع بالضمة، والكاف ضمير متصل مبني في محل نصب مفعول به أول، والهاء ضمير متصل مبني في محل نصب مفعول به ثان، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبًا تقديره أنا. إذ: حرف تعليل. لم تزل: لم: حرف نفي وجزم وقلب، تزل: فعل مضارع ناقص مجزوم بلم. واسمه ضمير مستتر فيه وجوبًا تقديره: أنت. لاكتساب: جار ومجرور متعلقان بمبتدرا، وهو مضاف. الحمدِ: مضاف إليه مجرور. مُبتدرا: خبر لم تزل منصوب بالفتحة.
وجملة (بلغت): الفعلية ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة (أخالكه): الفعلية في محل جر نعت امرئ. وجملة (لم تزل): تعليلة لا محل لها من الإعراب، أو في محل جر بالإضافة إذا اعتبرت إذ ظرفًا.
الشاهد: قوله: أخالُكه؛ حيث أتى بالضمير الثاني، وهو الهاء متصلا، وهو المفعول به الثاني لإخال، وهذا جائز.

<<  <  ج: ص:  >  >>