للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

وفي المثل أيضًا: (تفرقوا أيدي سبأ) (١)؛ أي: متفرقين.

وقوله: (فاعلا) منصوب بقوله: (أضف)، وقوله: (الفاعل): منصوب بقوله: (اذكرا) و (بابه) معطوف على (عشرين)؛ أي: قبل عشرين وبابه.

واللَّه الموفق

* * *


(١) (ذَهَبُوا أيدِيَ سَبأ، وتَفَرَّقُوا أَيْدِي سَبأ)؛ أي: تفرقوا تفرقًا لا اجتماع معه.
قال الميداني في المجمع ١/ ٢٧٤ - ٢٧٧: عن فروة بن مسيك قال: أتيتُ رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم فقلت: يا رسول اللَّه أخبرني عن سَبَأ أرجلٌ هو أم امرأة؟
فقال: هو رجل من العرب، ولَدَ عَشَرَةً، تَيَامَنَ منهم ستة، وتشاءَمَ منهم أربعة.
فأما الذين تيامَنُوا: فالأزد، وكِنْدَة، ومَذْحِج، والأشعرون، وأنمار، منهم بجيلة.
وأما الذين تشاءموا: فعَامِلة، وغَسَّان، ولَخْم، وجُذام، وهم الذين أرسل عليهم سَيْل العَرِم.
وذلك: أن الماء كان يأتي أرض سبأ من الشِّحْر وأودية اليمن، فرَدَمُوا رَدْمًا بين جبلين، وحبسوا الماء، وجعلوا في ذلك الردم ثلاثة أبواب بعضُها فوقَ بعض، فكانوا يسقون من الباب الأعلى، ثم من الثاني، ثم من الثالث، فأخْصَبُوا، وكثرت أموالهم، فلما كَذَّبوا رسولهم. . بعث اللَّه جُرَذًا نقبت ذلك الردمَ حتى انتقض، فدخل الماء جَنَّتَيْهم فغرَّقَهما، ودفن السيلُ بيوتهم، فذلك قوله تعالى: {فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ سَيْلَ الْعَرِمِ} والعرم: جمع عرمة، وهي السِّكْرُ الذي يحبس الماء.
وقال ابن الأعرابي: العَرِم: السيلُ الذي لا يُطَاق.
وقال قتادة ومقاتل: العرم اسم وادي سبأ.

<<  <  ج: ص:  >  >>