للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

يقال: (عم صباحًا أو ظلامًا) مخفف من (أنعم)، والقياس: (من أنتم)؛ لأن (مَن) لا يغير لفظها إلا في الوقف كما سبق.

بخلاف الوصل، فيقال: (من يا هذا؟) أو (من أنتم؟) أو (من يا هؤلاء؟) ونحو ذلك، ففي هذا الشاهد أجري الوصل مجرى الوقف، وهو قليل لا يقاس عليه في هذا الباب.

خلافًا ليونس رحمه اللَّه: فإنه حكم بصحة الحكاية في (مَن) وصلًا.

وقيل: يجوز أن يكون قائل هذا البيت من قبيلة تعرب (مَن)، حكى سيبويه: (ضرب منٌ منًا)، كما تقول: (ضرب رجل رجلًا) وسبق في الباب قبله.

ونقل بعضهم: أنه يقال (منو) بعد (جاء رجل أو رجلان أو رجال)، و (منا) في النصب، و (مني) في الجر.

وكذا المؤنث إفرادًا وتثنية وجمعًا، وهي لغة قوم من العرب، وكأنهم قصدوا أن يحكى إعراب الاسم فقط.

واللَّه الموفق

ص:

٧٥٧ - وَالْعَلَمَ احْكِيَنَّهُ مِنْ بَعْدِ مَنْ ... إِنْ عَرِيَتْ مِنْ عَاطِفٍ بِهَا اقْتَرَنْ (١)


= فاعل. عموا: فعل مبنيّ على حذف النون، والواو: ضمير متصل في محلّ رفع فاعل، والألف: فارقة. ظلامًا: ظرف زمان منصوب متعلّق بـ (عم).
وجملة (أتوا): ابتدائية لا محلّ لها من الإعراب. وجملة (قلت لهم): معطوفة على الجملة السابقة فهي مثلها لا محل لها من الإعراب. وجملة (منون أنتم): في محل نصب مفعول به. وجملة (قالوا): معطوفة على (قلت)، فهي مثلها لا محل لها من الإعراب. وجملة (نحن الجن): في محل نصب مفعول به. وجملة (قلت): استئنافيّة لا محل لها من الإعراب. وجملة (عموا): في محل نصب مفعول به.
والشاهد فيه قوله: (منون أنتم) حيث وقع فيه شذوذان: الأول: زيادة الواو والنون في الوصل، والثاني: تحريك النون التي من حقها أن تكون ساكنة.
(١) العلم: مفعول به لفعل محذوف يفسره ما بعده، وتقدير الكلام: واحك العلم. احكينه: احك: فعل أمر، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبًا، تقديره: أنت، والنون للتوكيد، والهاء مفعول به. من بعد: جار ومجرور متعلق باحك، وبعد مضاف، ومن: قصد لفظه: مضاف إليه. إن: شرطية.

<<  <  ج: ص:  >  >>