للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

٣. ولا يدخل عليها حرف جر، وشذ:

تَنَادَوْا بِالرَّحِيلُ غدًا ... . . . . . . . . . . . . (١)

برفع (الرحيلُ) على أنه مبتدأ، و (غدًا) خبره.

٤. وإن كانت الجملة المحكية ملحونة. . وجب إعرابها؛ ولكن ينبّه على اللحن، كما إذا قيل: (زيدًا قائم)، فتقول: (قال فلان: "زيد قائم"، ولكنه نصب "زيد").

وقيل: يجوز أن يحكى ملحونًا.

خاتمة:

تَلحَق آخر المحكي مدة زائدة تسمى: مدة الإنكار.

بشرط: أن تتصدر همزة الاستفهام في الأول، وتجانس المدة حركة ما قبلها، فتكون واوًا بعد الضمة، وألفًا بعد الفتحة، وياءً بعد الكسرة.

وتلحق المدة حينئذ هاء السكت وقفًا.

ولحرف الإنكار معنيان:

الأول: إنكار أن يكون الأمر على ما يذكره المخاطب, فيراد تكذيبه، كما إذا قال شخص: (جاءني زيد)، فتقول أنت مكذبًا له: (أزيدوه؟!!)؛ أي: (كيف يجيء إليك زيد؟!!).

الثاني: إنكار أن يكون الأمر على خلاف ما يذكره المخاطب, فيراد تصديقه،


(١) التخريج: صدر بيت من الهزج، وعجزه: وَفِي تِرحَالهِم نَفسِي
وقائله مجهول، وهو في التمهيد ٣/ ٤٥٥، والخزانة ٩/ ١٨٢.
والشاهد: قوله: (بالرحيلُ غدا) على أن جملة "الرحيل غدا" من المبتدأ والخبر محكية بقول محذوف عند البصريين، والتقدير: تنادوا بقولهم: الرحيل غدا، وعند الكوفيين محكية بـ (تنادوا) فإنه يجوز عندهم الحكاية بما في معنى القول، فإنّ تنادوا معناه نادى كلّ منهم الآخر ورفع صوته بهذا اللفظ، وهو (الرحيل غدا)، وأجاز أبو علي فيها ثلاثة أوجه:
بالرحيلِ غدا: بالجرّ، و (الرحيلُ غدا) بالرفع، والنصب (الرحيلَ غدا)، بتقدير نرحل الرحيل غدا، أو نجعل الرحيل غدا.

<<  <  ج: ص:  >  >>