للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

يريد: (ولكني نهاري)، وكل هذا سماعي فلا يقاس عليه.

خلافا للمبرد، فيجوز عنده في (صاحب الشعير)، و (الدقيق): (شعّار)، و (دقّاق).

وكان القياس في النسب إلى اليمن والشام: (يَمَنِيٌّ)، و (شَأْمِيٌّ)، فقالوا: (يَمَاني)، و (شَآمِي) بياء مخففة وعوّضوا الألف من إحدى الياءين.

قال في "الكافية":

وَأَلِفُ الشَّآمِ وَاليَمَانِي ... جَاءَ مُعَوَّضًا مِنَ اليَاءِ الثَّانِي

وبعض العرب يقول: (يمانيّ)، و (شآميّ) بالتشديد، فيجمع بين العوض والمعوض.

وفي "الكافية" (١): الأجود أن يكون هذا منسوبًا إلى المنسوب، فالأصل (يماني) بياء مخففة منسوب إلى اليمين كما سبق، ثم قصد النسب إليه فحذفت منه الياء الخفيفة، لأنها كياء (محابي)، و (مستدعي)، ثم جيء بياء النسب.

وقد عوضت الهاء عن ياء النسب في قولهم: (أشاعرة)، و (أشاعثة)، و (مهالبة) نسبة إلى: (أشعر)، و (أشعث)، و (هلب)، وسبق في جميع التكسير.

واللَّه الموفق


= ٣/ ٣٨٤، ولسان العرب ٥/ ٢٣٨ (نهر)، ١١/ ٦٠٨ (ليل)، والمقاصد النحوية ٤/ ٥٤١، والمقرب ٢/ ٥٥، ونوادر أبي زيد ص ٢٤٩، وأساس البلاغة (نهر)، وتاج العروس ١٤/ ٣١٩.
اللغة: بليلي: منسوب إلى الليل، أي: لا أعمل فيه. نهر: أي: أعمل بالنهار. أدلج الليل: أسير فيه. والدلج: السير من أول الليل، أبتكر: أدرك النهار من أوله، والابتكار: المبادرة إلى الشيء.
المعنى: أنه لا يستطيع العمل بالليل، ولكنه يزاول عمله بالنهار، ولا يسير بالليل، وإنما يقوم مبكرًا ليدرك النهار من أوله، حيث النشاط والقوة بعد الراحة.
وقد يكون المراد: أنه ليس من اللصوص أو الفتاكين الذين يزاولون عملهم بالليل وفي الظلام، بعيدين عن أعين الرقباء، ولكنه ممن يكدحون بالنهار لجلب رزقهم.
الشاهد: قوله: (نَهِر) فإنه على وزن فَعِل على معنى المنتسب إلى النهار وهذه الصيغة تغني عن ياء النسب، فهي بدل (نهارِيِّ) والأنسب الاقتصار على المسموع من هاتين الصيغتين، ولا يقاس عليهما؛ لقلة الوارد منهما، ولخفاء المعنى معهما.
(١) انظر شرح الكافية الشافية ٤/ ١٩٦٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>