للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

ولا فرق بَينَ جمع العاقل وغيره، ولهذا قال: (مُطْلَقَا).

لكن الغالب: كونه عاقلا؛ نحو: {أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ}.

ومن الإشارة إِلَى غير العاقل: قوله تعالَى: {إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا}.

وقوله عليه الصلاة والسلام: "اللَّهم إِني أعوذ بك من قلب لَا يخشع، ومن دعاء لَا يُسمَع، ومن نفس لَا تَشبع، ومن علم لَا يَنفع، أعوذ بك من هؤلاءِ الأربع".

ونحو قول الشَّاعرِ:

ذُمَّ المَنَازِلَ بَعدَ مَنزِلَةِ اللِّوَا ... وَالعَيْشَ بَعدَ أُولَئِكَ الأَيَّامِ (١)

وإذا كان المشار إِليه بعيدًا .. جيء بالكاف مع اسم الإشارة، وهي: حرف خطاب لَا محل لها من الإعراب.

وإن شئت .. قرنتها باللام، وإليه أشار بقوله: (وَلَدَى الْبُعْدِ انْطِقَا بِالْكَافِ حَرْفًا


(١) التخريج: البيت لجرير في ديوانه ص ٩٩٠ وفيه الأقوام مكان الأيام، وتخليص الشواهد ص ١٢٣، وخزانة الأدب ٥/ ٤٣٠، وشرح التصريح ١/ ١٢٨، وشرح شواهد الشافية ص ١٦٧، وشرح المفصل ٩/ ١٢٩، ولسان العرب ١٥/ ٤٣٧ أولي، والمقاصد النحوية ١/ ٤٠٨، وبلا نسبة في شرح ابن عقيل ص ٧٢، والمقتضب ١/ ١٨٥.
شرح المفردات: ذُمَّ: ضد امدح. اللوى: اسم موضع.
المعنى: يقول: لا تمدح منزلة بعد منزلة اللوى، ولا عيشًا بعد عيش تلك الأيام التي قضيت في ذلك المكان، أي لا منازل ترضيه ولا عيش يحلو له إلا في منزلة اللوى ومع أهلها.
الإعراب: ذم: فعل أمر، وفاعله ضمير مستتر وجوبًا أنت. المنازل: مفعول به منصوب بالفتحة. بعد: ظرف زمان منصوب متعلق بذم، أو بمحذوف حال من المنازل، وهو مضاف. منزلة: مضاف إليه مجرور، وهو مضاف. اللوى: مضاف إليه مجرور بالكسرة المقدرة على الألف للتعذر. والعيش: الواو حرف عطف، والعيش: معطوف على المنازل. بعد: ظرف زمان منصوب متعلق بذم، أو بمحذوف حال من العيش، وهو مضاف. أولئك: اسم إشارة مبني في محل جر بالإضافة. الأيام: بدل من أولئك مجرور.
وجملة (ذم): ابتدائية لا محل لها من الإعراب.
الشاهد: قوله: (أولئك الأيام)؛ حيث أشار بأولاء إلى جمع غير العاقل (الأيام) مما يدل على جواز ذلك. والغالب أن يستعمل للعاقل.

<<  <  ج: ص:  >  >>