للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

ورحل إلى مكة، وأقام بدمشق، ونزل بالعادلية الكبرى، وولي مشيختها التي من شرطها: القراءة والعربية.

قال الجزري (١): وكان ذهنه من أصح الأذهان، مع ملازمة العمل والنظر، والتأليف والكتابة.

وبدون ذلك [يصير] أستاذ زمانه، وإمام أوانه.

وحكى أيضًا: قال حدثني بعض شيوخي: أن المصنف كان يجلس في وظيفة الإقراء المذكور بشباك التربة، وينتظر من يحضر ليأخذ عنه، فإذا لم يأته أحد .. يقوم إلى الشباك ويقول: القراءة [القراءة] العربية [العربية] (٢)، ثم يدعو وينصرف، ويقول: أنا لا أرى أن ذمتي تبرأ إلا بهذا؛ فإنه قد لا يُعلم أني جالس في هذا المكان لذلك.

وذكر الحافظ السيوطي في "طبقاته" مؤلفات المصنف نظمًا ونثرًا؛ فمنها: "التسهيل"، و"الكافية"، و"شرحاها"، و"الألفية"، و"شرحها"، و"عمدة اللافظ"، و"شرحها"، و"لامية في الصرف"، و"منظومة في المثلث"، و"توضيح على البخاري"، و"منظومة في المقصور والممدود"، و"شرحها"، و"منظومة في القراءة"، و"منظومتان في معرفة الظاء والضاد"، "وشرحها"، و"الموصل نظم المفضل" للزمخشري، و"التعريف في علم التصريف"، و"شرحه"، و"مؤلف فيما جاء بأفعل وفعل"، و"مؤلف في الأبدال"، و"منظومة في المهموز وغير المهموز"، و"شرحها"، و"الفوائد" الذي لخص منه التسهيل، و"نظم الفوائد"، و"المقدمة الأسدية"، و"سبك المنظوم وفك المختوم"، و"شرح الجزولية"، و"شرح التسهيل" ولم يتم.

قال: وكان رحمه اللَّه غاية في الدين المتين، وصدق اللَّهجة، وكثرة النوافل، وحسن السمت، ورقة القلب، وكمال العقل والوقار، وغير ذلك مما يطول شرحه.

ولد سنة ثمان وتسعين وخمسمائة، قال الذهبي: سنة ستمائة، أو إحدى وستمائة.


(١) في غاية النهاية في طبقات القراء (٢/ ١٨١).
(٢) ما بين حاصرتين في المواضع الثلاث زيادة من المرجع السابق.

<<  <  ج: ص:  >  >>