للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

وتوفي بدمشق لاثنتي عشرة ليلة خلت من شعبان، سنة اثنتين وسبعين وستمائة، وصلي عليه بالجامع الأموي، ودفن بسفح قاسيون، وأنشدوا ساعة دفنه مرثية أولها:

يا شتات الأسماء والأفعال ... بعد موت ابن مالك المفضال

ولم أجنح فيه إلى تعقيد، طلبًا للرفع، بل اخترت التسهيل ليكون التوضيح سببًا للنفع، وباللَّه استعنت وعليه توكلت.

ص:

١ - قالَ مُحَمَّدٌ هُوَ ابنُ مالِكِ ... أَحْمَدُ رَبِّي اللهَ خَيْرَ مَالِكِ (١)

ش:

محمد بن يزيد المبرد ومن وافقه: إن الحمد والشكر بمعنى واحد، قال ابن عباس رضي اللَّه تعالى عنهما: معنى الحمد لله: الشكر لله.

وقيل: الحمد مقلوب من المدح؛ كقولهم: (ما أطيبه وأطيب به).


(١) قال: فعل ماض. محمد: فاعل. هو: مبتدأ. ابن: خبره. مالك: مضاف إليه، وكان حق ابن أن يكون نعتًا لمحمد، ولكنه قطعه عنه، وجعله خبرًا لضميره، والأصل أن ذلك إنما يجوز إذا كان المنعوت معلومًا بدون النعت حقيقة أو ادعاء، كما أن الأصل أنه إذا قطع النعت عن إتباعه لمنعوته في إعرابه ينظر، فإن كان النعت لمدح أو ذم رجب حذف العامل، وإن كان لغير ذلك جاز حذف العامل وذكره، والجملة هنا وهي قوله: (هو ابن مالك) ليست للمدح ولا للذم، بل هي للبيان، فيجوز ذكر العامل وهو المبتدأ، وإذًا فلا غبار على عبارة الناظم حيث ذكر العامل وهو المبتدأ، والجملة من المبتدأ والخبر لا محل لها من الإعراب معترضة بين القول ومقوله. أحمد: فعل مضارع، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبًا تقديره: أنا. ربي: رب منصوب على التعظيم، وعلامة نصبه فتحة مقدرة على ما قبل ياء المتكلم منع من ظهورها اشتغال آخر الكلمة بحركة المناسبة، ورب مضاف وياء المتكلم مضاف إليه مبني على السكون في محل جر. الله: عطف بيان لرب، أو بدل منه، منصوب بالفتحة الظاهرة. خير: منصوب بعامل محذوف وجوبًا تقديره: أمدح، وقيل: حال لازمة، وخير: مضاف، ومالك: مضاف إليه، والجملة من أحمد وفاعله وما تعلق به من المعمولات في محل نصب مفعول به لقال ويقال لها: مقول القول.

<<  <  ج: ص:  >  >>