والمعتمد:
أنه لغة: الثناء باللسان على الجميل الاختياري، على جهة التبجيل والتعظيم.
وإصطلاحًا: فِعلٌ ينبئ عن تعظيم المنعم؛ لسبب كونه منعمًا.
أو كما قال الزمخشري في "الفائق": الوصف بالجميل.
ولا يكون إلا باللسان، فمورده خاص.
ويكون على النعمة وغيرها، فمتعلَّقهُ عام.
والشكر:
لغه: الحمدُ اصطلاحًا.
واصطلاحًا: صرفُ العبد جميع ما أنعم اللَّه به عليه لما خُلِق له.
ويكون: باللسان والقلب والجوارح، فمورده عام، قال تعالى: {اعْمَلُوا آلَ دَاوُودَ شُكْرًا}.
ولا يكون إلا في مقابلة نعمة، فمتعلقه خاص.
وقد تحصّل: أن الحمد: أعم باعتبار المتعلق، وأخص باعتبار المورد.
والشكر: عكس ذلك.
وينفرد الشكر: فيما إذا كان بالجارحة في مقابل نعمة.
وينفرد الحمد: إذا كان في مقابل غير نعمة.
ويجتمعان: إذا كانا باللسان في مقابل نعمة.
والجمهور أن (أل) في (الحمد) لعموم المحامد واستغراقها.
أو: للجنس؛ كما قال الزمخشري؛ لأن (لام لله) للاختصاص، فلا فرد من الحمد لغيره؛ إذ لو ثبت لغيره فرد من الحمد .. لانتفى الاختصاص؛ لتحقق الجنس في الفرد الثابت لغيره.
وعن ابن عبد السلام: أنها للعهد، وأجازه الواحدي، على معنى: أن الحمد الذي حمد اللَّه به نفسه وحمده به أنبياؤه وأولياؤه: مختص به.
والعبرة: بحمد مَن ذُكر، فلا فرد منه لغيره.