للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

فـ (ثوبٌ): مبتدأ، و (نسيتُ): خبر، وا لعائد محذوف؛ أَي: نسيته.

و (ثوب) الثّاني: مبتدأ، وخبره: (أجر)، والمسوغ: التّنويع كما فِي الآية الكريمة.

وقولُ الآخرِ:

فَيْومٌ عَلينَا ويَومٌ لَنا ... وَيَوم نُسَاءُ وَيَومٌ نُسَرّ (١)

١١. ومنها: أَن تعتمد النّكرة علَى موصوف مقدر؛ نحو: (فمؤمنٌ خيرٌ من كافر)؛ أَي: (رجل مؤمن خير من كافر).

١٢. ومنها: أن تكون جوابًا؛ كقولك: (رجل) لمن قال: (مَن عندك؟) أَي: رجل عندي.


=آثار سيرهما ليعفيها حتى لا يعرفهما أحد، وهذا توجيه ما ذهب إِليه العلامة الشّارح.
قال الشيخ محمد محيي الدين عبد الحميد رحمه اللَّه في شرحه لابن عقيل:
وفي البيت توجيهان آخران ذكرهما ابن هشام، وأصلهما للأعلم:
أحدهما: أن جملتي (نسيت، وأجر) ليستا خبرين، بل هما نعتان للمبتدأين، وخبراهما محذوفان، والتّقدير: فمن أثوابي ثوب منسي وثوب مجرور.
والتّوجيه الثّاني: أن الجملتين خبران، ولكن هناك نعتان محذوفان، والتّقدير: فثوب لي نسيته، وثوب لي أجره، وعلى هذين التّوجيهين فالمسوغ للابتداء بالنّكرة: كونها موصوفة.
وفي البيت رواية أخرى، وهي: (فثوبًا نسيت وثوبًا أجر) بالنّصب فيهما، على أن كلا منهما مفعول للفعل الذي بعده، ولَا شاهد في البيت على هذه الرّواية، ويرجح هذه الرّواية على رواية الرّفع: أنها لا تحوج إِلى تقدير محذوف، وأن حذف الضّمير المنصوب العائد على المبتدأ من جملة الخبر ممَّا لا يجيزه جماعة من النّحاة -منهم سيبويه- إِلا لضرورة الشّعر.
(١) التخريج: هذا البيت من المتقارب، وقائله النّمر بن تولب. انظر شعره ص ٥٧، وهو من شواهد سيبويه ١/ ٨٦، والكشاف ١/ ٤٦٦، والهمع ١/ ١٠١، وثمار القلوب في المضاف والمنسوب للثعالبي ص ٦٤١.
الإِعراب: (فيومٌ، ويومٌ، ويومٌ، ويومٌ): كلها مبتدآت، وقوله: (علينا، ولنا، ونُسَاء، ونُسَر): أخبار عنها، والأصل: (فيوم علينا، ويوم لنا، ويوم نُسَاء فيه، ويومٍ نُسَرُّ فيه)، فحذف الرابط لأنه منصوب بفعل محلًّا.
الشاهد: قوله: (فيومٌ، ويومٌ، ويومٌ، ويومٌ)؛ حيث وقعت النكرة مبتدأ في المواضع الأربعة؛ لأَنَّها في مقام التقسيم، وهو من المسوغات لوقوع النكرة مبتدأ.

<<  <  ج: ص:  >  >>