للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

ش:

يجوز أَن يتوسط الخبر فِي هذا الباب بَنَ الفعل والاسم ما لم يكن مانع كما سيأتي.

فمن توسط الخبر: قوله تعالَى: {وَكَانَ حَقًّا عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِين}، {أَوَلَمْ يَكُنْ لَهُمْ آيَةً أَنْ يَعْلَمَهُ عُلَمَاءُ بَنِي إِسْرَائِيلَ}، (ثم لم تكن فتنتَهم إِلَّا أَن قالوا) فِي قراءة نصب (فتنتهم) علَى الخبر، و (أن) ومدخولها: الاسم كالذي قبله.

وتقرأ: (ثم لم تكن) بالتّاء المثناة فوق، وفيه تأنيث (أَن قالوا) ولَا يضر، لأنه فِي معنَى المقالة أَو الفتنة.

وعن عبد الله بن درستويه تلميذ أبي العباس المبرد: منع توسط خبر (ليس)، وهو محجوج بقراءة حمزة وحفص: {لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ} بنصب (البر) علَى أنه خبر.

وكَقَولِ الشَّاعرِ:

سَلِي إِنْ جَهِلتِ النَّاسَ عَنَّا وَعنَهُمُ ... فَلَيسَ سَوَاءً عَالِمٌ وَجَهُولُ (١)


(١) التخريج: البيت -من قصيدة للسموأل بن عادياء الغساني، المضروب به المثل في الوفاء ومطلع قصيدته التي منها بيت الشاهد قوله:
إذا المَرْءُ لَمْ يُدنسْ مِنَ اللُّؤْمِ عِرْضَهُ ... فَكُلُّ رِدَاءٍ يَرْتَدِيهِ جَمِيلُ
وَإِنْ هُوَ لَمْ يَحْمِلْ عَلَى النَّفْسِ ضَيْمَهَا ... فَلَيْسَ إِلَى حُسْنِ الثَّنَاءِ سَبِيلُ
اللغة: يدنس: الدنس بفتح الدال المهملة والنون هو الوسخ والقذر، والأصل فيه: أن يكونَ في الأمور الحسية، والمراد هاهنا الدنس المعنوي. اللؤم: اسم جامع للخصال الدنيئة ومقابح الصفات. رداء: هو في هذا الموضع مستعار للخصلة من الخصال؛ أي: إذا نظف عرض المرء فلم يتصف بصفة من الصفات الدنيئة .. فإن له بعد ذلك أن يتصف بما يشاء، يريد أن له أن يختار من المكارم وخصال البر الخصلة التي يرغبها. الضيم: الظلم.
المعنى: يقول لمن يخاطبها: سلي الناس عنا وعمن تقارنينهم بنا إن لم تكوني عالمة بحالنا، مدركة للفرق العظيم الذي بيننا وبينهم؛ لكي يتضح لك الحال، فإن العالم، بحقيقة الأمر ليس كمن جهلها.
الإعراب: سلي: فعل أمر، وياء المخاطبة فاعله. إن: شرطية. جهلت: فعل ماض فعل الشرط، وتاء المخاطبة فاعل، وجواب الشرط محذوف يدل عليه ما قبله. عنا: جار ومجرور متعلق بقوله=

<<  <  ج: ص:  >  >>