للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

وقولُ الآخرِ:

لئن كَانَ سَلمَى الشَّيْبُ بِالصّدِّ مُغْرِيًا ....................... (١)

والأصل: (باتت ذات الخال سالبة فؤادي)، و (لئن كَانَ الشيب بالصّد مغريًا سلمَى)، والباء بمعنَى على؛ أَي: علَى الصّد؛ إِذ لا يمكن تقدير ضمير الشّأن فِي هذين أصلًا؛ لظهور النّصب فِي الخبر.

بخلاف قوله: (بما كَانَ إِياهم عطية عودا) كما سبق؛ فيمكن تقدير ضمير الشّأن فيه.

وقيل: لا حجة فِي هذين أيضًا؛ لإمكان أَن يكونَ كلاهما منادى؛ أَي: (باتت يا فؤادي)، و (لئن كَانَ يا سلمَ).

ومنع الفراء: وقوع ضمير الشّأن فِي هذا الباب.

والصّحيح: خلافه؛ بدليل قولِهِ:


=البيت ونحوه، استدل الكوفيون، على جواز وقوع معمول خبر الفعل الناسخ بعده - أي: بعد الفعل الناسخ، وقبل الخبر.
(١) التخريج: صدر بيت من الطويل وعجزه: لَقَدْ هَوَّنَ السُّلْوَانَ عَنْهَا التَحَلُّمُ
وهو بلا نسبة في شرح الأشموني ١/ ١١٦، والتذييل في شرح التسهيل ٤/ ٢٤١.
اللغة: سلمى: اسم امرأة. الصد: الإعراض. مغريًا: مولعًا. هون: سهل وخفف. السلوان: التسلي والتصبر. التحلم: تكلف الحلم.
المعنى: يقول: إذا كان الشيب قد حملك يا سلمى على الإعراض عني .. فإني قد وجدت وسيلة تخفف عني عبء الهجر هي تكلف الحلم.
الإعراب: لئن: اللام: موطئة للقسم، إن: حرف شرط جازم. كان: فعل ماض ناقص، وهو فعل الشرط.
سلمى: مفعول به لمغريًا منصوب. الشيب: اسم كان مرفوع. بالصد: جار ومجرور متعلقان بمغريًا. مغريًا: خبر كان منصوب. لقد: اللام: واقعة في جواب القسم، قد: حرف تحقيق. هون: فعل ماض مبني على الفتح. السلوان: مفعول به منصوب. عنها: جار ومجرور متعلقان بالسلوان. التحلم: فاعل مرفوع بالضمة.
وجملة (لئن كان سلمى): ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة (لقد هون): لا محل لها من الإعراب لأنها جواب القسم.
الشاهد: قوله: (كان سلمى الشيب مغريا)؛ حيث ورد معمول خبر كان وهو سلمى بعدها مباشرة، وهذا شاذ عند البصريين، لأنه ليس ظرفًا ولا حرف جر.

<<  <  ج: ص:  >  >>