للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وادعى السيرافي فيما نقله الرضي: أن الأصل عند سيبويه (جواريٌ) بالتنوين.

قال بعضهم: بناء على أن الأصل في الاسم: الصرف، فحذفت الضمة للثقل، ثم الياء لالتقاء الساكنين، فحصل: (جوارٍ) منونًا.

واختلف حينئذ، فقيل: تنوين صرف قبل الإعلال وبعده.

وقيل: تنوين صرف قبل الإعلال وهو غير منصرف بعد الإعلال.

وعلى هذا القول الثاني لا يكون التنوين فيه إلا عوضًا عن الياء، وتنوين الصرف محذوف.

وصحح الرضي قول السيرافي.

والقياس يقتضي ما عزي إلى سيبويه أولا.

وكذا تنوين (إذٍ) إلا إنه عوض عن جملة؛ كقوله تعالى: {وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ (٤) بِنَصْرِ اللَّهِ}، التقدير: (ويوم إذ غلبت الروم).

ومنه ما هو عوض عن اسم في رأي؛ نحو: (كلٌّ وبعضٌ)؛ كما تقول: (كلٌّ قائم)؛ أي: (كل شخص قائم)

والأصح: أنه تنوين تمكين، فيزول عند الإضافة، وثبت عند عدمها.

وهذه الأربعة تختص بالاسم.

٥ - والخامس: تنوين الترنم: يؤتى به بدلا من حرف الإطلاق، وهو في الحقيقة بدل من الترنم؛ لأن الترنم: مد الصوت بما يجانس حركة الروي؛ فإذا ترنموا .. ألحقوا الواو والألف والياء لأجل مد الصوت.

فأهل الحجاز: يدَعون القوافي على حالها.

وبعض تميم: يقلبون المدة تنوينًا؛ كقوله:

يَا صَاحِ مَا هَاجَ الدُّمُوعَ الذُّرّفَنْ ... .................................. (١)


(١) التخريج: صدر بيت من الرجز وعجزه: مِنْ طَلَلٍ أَمْسَى يُحَاكِي المُصحفَنْ
وهو للعجاج في ديوانه ٢/ ٢١٩، وتخليص الشَّواهد ص ٤٧؛ وخزانة الأدب ٣/ ٤٤٣؛ وشرح أبيات سيبويه ٢/ ٣٥٢ والكتاب ٤/ ٢٠٧، والمقاصد النحوية ١/ ٢٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>