للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

وقول المصنف (خَبَرْ) وقع حالًا من قوله (غيرُ) وقف عليه بحذف الألف.

واللَّه الموفق

ص:

١٦٥ - وَكَوْنُهُ بِدُونِ أَنْ بَعْدَ عَسَى ... نَزْرٌ وَكَادَ الأَمْرُ فِيهِ عُكِسَا (١)

ش:

يعني: وكون الخبر بعد عسَى مجردًا من أن قليل؛ فالكثير: اقترانه بها؛ لأنَّ (عسَى) للترجي، ولَا يكون إِلَّا مستقبلًا وإِن تخلص الفعل للاستقبال وفي القرآن {عَسَى رَبُّكُمْ أَنْ يَرْحَمَكُمْ}، {فَعَسَى اللَّهُ أَنْ يَأْتِيَ بِالْفَتْحِ}.

ومن القليل قولُ الشّاعرِ:

عسَى الكَربُ الّذي أَمسَيتُ فِيهِ ... يَكُونُ وَرَاءَهُ فَرَجٌ قَرِيبُ (٢)


(١) وكونه: الواو عاطفة، وكون: مبتدأ، وهو مصدر كان الناقصة فيحتاج إلى اسم وخبر سوى خبره من جهة الابتداء، وكون مضاف، والضمير مضاف إليه وهو اسمه، وخبره محذوف، أي: وكونه واردًا. بدون: جار ومجرور متعلق بذلك الخبر المحذوف، ودون مضاف. وأن: قصد لفظه: مضاف إليه. بعد: ظرف متعلق أيضًا بذلك الخبر المحذوف، وبعد مضاف. وعسى: قصد لفظه: مضاف إليه. نزر: خبر المبتدأ الذي هو قوله: كونه. وكاد: الواو عاطفة، وكاد قصد لفظه: مبتدأ أول. الأمر: مبتدأ ثان. فيه: جار ومجرور متعلق بقوله: عكس الآتي. عُكِسا: فعل ماض مبني للمجهول، والألف للإطلاق، ونائب الفاعل ضمير مستتر فيه جوازًا تقديره: هو، يعود إلى الأمر، والجملة من (عُكِس) ونائب فاعله: في محل رفع خبر المبتدأ الثاني، وجملة المبتدأ الثاني وخبره: في محل رفع خبر المبتدأ الأول.
(٢) التخريج: هذا بيت من قصيدة، قالها هدبة بن خشرم العذري، وهو في الحبس، وقد روى أكثر هذه القصيدة أبو علي القالي في أماليه، وروى أبو السعادات بن الشجري في حماسته أكثر مما رواه القالي، وأول هذه القصيدة:
طربت وأنت أحيانا طروبُ ... وكيف وقد تعلَّاك المشيبُ؟
يجدَّ النأي ذكرك في فؤادي ... إذا ذهلت على النأي القلوبُ
والشاهد من شواهد: التصريح: ١/ ٢٠٦، وابن عقيل: ٨٦/ ١/ ٣٢٧، والأشموني: ٢٣٤/ ١/ ١٢٩ وهمع الهوامع: ١/ ١٣٠، والدرر اللوامع: ١/ ١٠٦، والكتاب لسيبويه: ١/ ٤٧٨، والمقتضب: ٣/ ٧٠ والجمل

<<  <  ج: ص:  >  >>