للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

وقال الجوهري: هو من (كرب) التّامة الَّتي لا خبر لها: كقولهم: (كرب الشتاء)؛ أَي: قرب.

وحكَى ابن أفلح: (كرَب يكرُب) بالضّم كنصر ينصر.

وجاء (١) اسم الفاعل من (كاد) فِي قول الآخر:

أَمُوتُ أَسىً يَومَ الرِّجَامِ وَإِنَّنِي ... يَقِينًا لَرَهْنٌ بِالَّذِي أَنَا هُوَ كَائِدُ (٢)


موطن الشاهد: (كارب يومه).
وجه الاستشهاد: استعمال اسم فاعل كرب الناقصة على زعم جماعة من النحاة. كما أعربنا الشاهد، والتقدير: كارب هو في يومه يموت، فالخبر محذوف، غير أن فاعل كرب التامة، لا الناقصة، وهو لا يحتاج إلى اسم وخبر، وإنما هو محتاج إلى فاعل وحسب، وعلى هذا فهو مضاف إلى فاعله، في قوله: كارب يومه. وانظر شرح التصريح: ١/ ٢٠٨.
فائدة: بُنَيَّ: تصغير ابن مضاف إلى ياء المتكلم، وقد دخلت عليه همزة النداء، وأصله قبل الإضافة (بُنْيَوِ) فاجتمع الواو والياء، وسبقت إحداهما بالسكون، فانقلبت الواو ياء، وأدغمت الياء في الياء، ثم أضيفت إلى المتكلم، فاجتمع ثلاث ياءات، فحذفت الثانية منهن، التي هي لام الكلمة، ولم تحذف الأولى؛ لأنها ياء التصغير، وقد أتى بها لغرض خاص، ولم تحذف الثالثة، التي هي ياء المتكلم؛ لأنها كلمة برأسها.
انظر أوضح المسالك تحقيق محمد محيي الدين عبد الحميد: ١/ ٣٢٠.
(١) في (ب): وأجاز، والصواب ما أثبت من نسخة المؤلف.
(٢) التخريج: البيت من قصيدة طويلة في رثاء عبد العزيز بن مروان أبي أمير المؤمنين عمر بن عبد العزيز الخليفة العادل.
وقبل البيت الشاهد قوله:
وَكِدْت وَقَدْ سَالَتْ مِنَ العَيْنِ عَبْرة ... سَهَا عَاند مِنْهَا وَأَسْبل عَانِدُ
قذيت بِهَا وَالعَيْنُ سَهو دُمُوعهَا ... وَعَوارها فِي بَاطِنِ الْجفنِ زَائِدُ
فَإِنْ تركتْ لِلْكحلِ لَمْ يتركِ الْبكَى ... وَتَشْري إِذَا مَا حَثْحَثَتْها المزَاوِدُ
والشاهد من شواهد: التصريح: ١/ ٢٠٨، وابن عقيل: ٩٤/ ١/ ٣٣٩، والأشموني: ٢٤٩/ ١/ ١٣١، وهمع الهوامع: ١/ ١٢٩، والدرر اللوامع: ١/ ١٠٤، والعيني: ٢/ ٩٨، وديوان كثير: ٢/ ١١٤.
المفردات الغريبة: الأسى: الحزن وشدة اللوعة. الرجام: اسم موضع حدثت فيه موقعة. اليقين: العِلمُ والجزم. رهن: مرهون.
المعنى: كدت أموت من الحزن واللوعة في هذا اليوم الذي غاب فيه عبد العزيز، وإنني لمرهون

<<  <  ج: ص:  >  >>