للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

والجرجاني: أنها زائدة فِي: (أَن الحمد لله).

قال السّمين: وهي دعوَى لا دليل لها.

وقرأ مجاهد وقتادة ويعقوب: (أَنَّ الحمد لله) بالتّشديد ونصب (الحمد).

والثّاني: كقولك: (علمت أَن سيقوم)، و (أن قَدْ قمت)؛ أَي: أنه سيقوم، وأنه قَدْ قمت.

ويجوز أَن تقترن الجملة الفعلية بأداة الشّرط؛ كقولِهِ تعالَى: {إِذَا سَمِعْتُمْ آيَاتِ اللَّهِ}.

ولَا يظهر اسمها مخففة إِلَّا فِي الضّرورة؛ كقولِ الشَّاعرِ:

فَلَوْ أنْكِ فِي يَوْمِ الرّخَاءِ سَأَلْتِنِي ... ................. (١)


(١) صدر بيت من الطويل وعجزه: طَلَاقَكِ لَمْ أَبْخَلْ وَأَنْتِ صَدِيْقُ
التخريج: البيت بِلَا نسبة في الأزهية ص ٦٢، والأشباه والنّظائر ٥/ ٢٣٨، ٢٦٢، والإِنصاف ١/ ٢٠٥، والجنى الدّاني ص ٢١٨، وخزانة الأدب ٥/ ٤٢٦، ٤٢٧، ١٠/ ٣٨١، ٣٨٢، والدّرر ٢/ ١٩٨، ورصف المباني ص ١١٥، وشرح شواهد المغني ١/ ١٠٥، وشرح المفصل ٨/ ٧١، ولسان العرب ٤/ ١٨١ حرر، ١٠/ ٩٤ صدق، ١٣/ ٣٠ أنن، ومغني اللّبيب ١/ ٣١، والمقاصد النّحوية ٢/ ٣١١، والمنصف ٣/ ١٢٨، وهمع الهوامع ١/ ١٤٣.
المعنى: يقول: لو سألتني إِخلاء سبيلك لم أمتنع من ذلك وَلَم أبخل، مع ما أنت عليه من صدق المودة.
الإِعراب: فلو: الفاء بحسب ما قبلها، لو: حرف شرط غير جازم. أنْك: حرف مشبه بالفعل مخفف، والكاف: ضمير في محل نصب اسم أنْ. في يوم: جار ومجرور متعلقان بسأل، وهو مضاف. الرّخاء: مضاف إِليه مجرور. سألتِني: فعل ماض، والتّاء ضمير في محل رفع فاعل، والنّون للوقاية، والياء ضمير في محل نصب مفعول به. والمصدر المؤول من (أن) وما بعدها في محل رفع فاعل لفعل محذوف تقديره: ثبت. طلاقك: مفعول به ثان، وهو مضاف، والكاف ضمير في محل جر بالإِضافة. لم: حرف جزم. أبخل: فعل مضارع مجزوم، وفاعله ضمير مستتر تقديره: أنا. وأنت: الواو حالية، أنت: ضمير منفصل في محل رفع مبتدأ. صديق: خبر المبتدأ مرفوع.
وجملة (لو أنْك) الشّرطية: بحسب ما قبلها. وجملة (سألتني): في محل رفع خبر أن. وجملة (لم أبخل): جواب شرط غير جازم لا محل لها من الإِعراب. وجملة (وأنت صديق): في محل نصب حال.
الشَّاهد: قوله: (أنْك)؛ حيث خففت (أنَّ) المفتوحة، وجاء اسمها ضميرًا بارزًا هو الكاف، وهذا شاذ.

<<  <  ج: ص:  >  >>