للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

فِي فِتْيَةٍ كَسُيُوفِ الْهِنْدِ قَدْ عَلِمُوا ... أَنْ هَالِكٌ كُلُّ مَنْ يَحْفَى وَيَنْتَعل (١)

فـ (كل): مبتدأ، و (هالك): خبر مقدم، والجملة: خبر (أَنْ)، والتّقدير: (أنه هالك كل من يحفَى وينتعل.

والحافي والمنتعل هنا: الفقير والغني.

وهي مخففة فِي قوله تعالَى: {وَأَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ فَهَلْ أَنْتُمْ مُسْلِمُونَ}.

والمسبوقة بالدّعاء؛ كقولِهِ تعالَى: {وَآخِرُ دَعْوَاهُمْ أَنِ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ}، التّقدير: (أنه لا إِله إِلَّا هو)، و (أنه الحمد لله رب العالمين).


(١) التخريج: هذا بيتٌ من البسيط، وهو للأعشى الكبير، يُنظر في: الكتاب ٢/ ١٣٧، والمقتضب ٣/ ٩، والخصائص ٢/ ٤٤١، وأمالي ابن الشّجريّ ٢/ ١٧٨، والإِنصاف ١/ ١٩٩، وشرح المفصّل ٨/ ٧١، وشرح الكافية الشّافية ١/ ٤٩٧، وابن النّاظم ١٨١، وتخليص الشّواهد ٣٨٢، والمقاصد النّحويّة ٢/ ٢٨٧، والخزانة ٨/ ٣٩٠، والدّيوان ٥٩.
وقبله قوله:
وَقَد غَدَوتُ إِلى الحانوتِ يَتبَعُني ... شاوٍ مِشَلٌّ شَلولٌ شُلشُلٌ شَوِلُ
قال الأستاذ إبراهيم الصاعدي في تحقيقه للمحة: والنّحويّون أوردوه على ما ذكر الشّارح، والَّذي ثبت في ديوانه في عجز البيت:
أَنْ لَيْسَ يَدْفَعُ عَن ذِي الْحيلَةِ الحِيَلُ
وأمّا العجز الذي أوردوه فليس فيه من كلام الأعشى إِلّا قوله: (يَحْفَى وَيَنْتَعِلُ) فإِنّه عجُز بيتٍ آخر من القصيدة؛ وهو:
إِمَّا تَرَيْنَا حُفَاةً لَا نِعَالَ لنَا ... إِنَّا كَذلِكَ مَا نَحْفَى وَنَنْتَعِلُ
المعنى: هم بين فتية كالسّيوف الهنديّة في مضائهم وحدّتهم، وأنّهم موطِّنون أنفسهم على الموت موقنون به؛ لأنّهم قد علِموا أنّ الإِنسان هالكٌ، سواءٌ كَانَ غنيًا أو فقيرًا.
الإِعراب: في فتية: جار ومجرور في محل النّصب على الحال من يتبعني في البيت قبله. كسيوف: جار ومجرور صفة لفتية. الهند: مضاف إِليه. قد: حرف تحقيق. علموا: فعل وفاعل والجملة: صفة أيضًا لفتية. أن: مخففة من الثّقيلة. هالك: خبر مقدم. كل: مبتدأ مؤخر. من: اسم موصول مضاف إِليه. يحفى: فعل مضارع والفاعل ضمير. وينتعل: عطف عليه، وجملة (يحفى): لا محل لها من الإِعراب صلة الموصول، والجملة في موضع مفعول علموا.
الشَّاهد: قوله: (أن هالك)؛ حيث خفف (إِنِّ) عن المثقلة وجاء خبرها جملة اسمية.

<<  <  ج: ص:  >  >>