وقبله قوله: وَقَد غَدَوتُ إِلى الحانوتِ يَتبَعُني ... شاوٍ مِشَلٌّ شَلولٌ شُلشُلٌ شَوِلُ قال الأستاذ إبراهيم الصاعدي في تحقيقه للمحة: والنّحويّون أوردوه على ما ذكر الشّارح، والَّذي ثبت في ديوانه في عجز البيت: أَنْ لَيْسَ يَدْفَعُ عَن ذِي الْحيلَةِ الحِيَلُ وأمّا العجز الذي أوردوه فليس فيه من كلام الأعشى إِلّا قوله: (يَحْفَى وَيَنْتَعِلُ) فإِنّه عجُز بيتٍ آخر من القصيدة؛ وهو: إِمَّا تَرَيْنَا حُفَاةً لَا نِعَالَ لنَا ... إِنَّا كَذلِكَ مَا نَحْفَى وَنَنْتَعِلُ المعنى: هم بين فتية كالسّيوف الهنديّة في مضائهم وحدّتهم، وأنّهم موطِّنون أنفسهم على الموت موقنون به؛ لأنّهم قد علِموا أنّ الإِنسان هالكٌ، سواءٌ كَانَ غنيًا أو فقيرًا. الإِعراب: في فتية: جار ومجرور في محل النّصب على الحال من يتبعني في البيت قبله. كسيوف: جار ومجرور صفة لفتية. الهند: مضاف إِليه. قد: حرف تحقيق. علموا: فعل وفاعل والجملة: صفة أيضًا لفتية. أن: مخففة من الثّقيلة. هالك: خبر مقدم. كل: مبتدأ مؤخر. من: اسم موصول مضاف إِليه. يحفى: فعل مضارع والفاعل ضمير. وينتعل: عطف عليه، وجملة (يحفى): لا محل لها من الإِعراب صلة الموصول، والجملة في موضع مفعول علموا. الشَّاهد: قوله: (أن هالك)؛ حيث خفف (إِنِّ) عن المثقلة وجاء خبرها جملة اسمية.