للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

(عَضَّ) مقصودًا به المضي أَو الأمر.

بخلاف المكسورة؛ فإِنها تشبه الأمر فقط؛ نحو: (جِدَّ) بكسر الجيم.

ولَا يفسر ضمير الشّأن إِلَّا بجملة علَى ما سبق؛ سواء حذف أَو ذكر؛ نحو: {وَأَنَّهُ لَمَّا قَامَ عَبْدُ اللَّهِ يَدْعُوهُ}.

وأَجازَ الكوفيون: أَن يفسر بمفرد؛ نحو: (أنه زيد).

وأَجازَ البصريون تذكيره وتأنيثه مطلقا.

والأحسن: أَن يؤنث مع المؤنث؛ نحو: {فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ} {فَإِذَا هِيَ شَاخِصَةٌ}.

ويذكر مع المذكر؛ نحو: (إنه زيد قائم).

ويضعف: (إنه هند قائمة)، و (إنها زيد قائم).

ويجوز الوجهان مع الظّرف؛ نحو: (إنه عندك جارية)، و (إنها عندك جارية).

ومنع الأخفش والفراء وقوعه مبتدأ.

والصّحيح: أنه يقع مبتدأ؛ كما فِي: {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} علَى إعرابٍ فِي الآية الكريمة.

ومنع الفراء أيضًا وقوعه في باب (كَانَ)، وسبق ذكره فِي بابها.

والَّذي نص عليه الشّيخ رحمه اللَّه فِي "شرح الكافية": أَن ضمير الشّأن يعمل فيه أَن وأخواتها، وَكَانَ وأخواتها، وظننت وأخواتها.

ومن أمثلته: (كَانَ اللَّه أحد)، علَى أَن الضّمير مستتر فِي (كَانَ).

ويستكن أيضًا فِي باب (كاد)؛ كقولِهِ تعالَى: {مِنْ بَعْدِ مَا كَادَ يَزِيغُ قُلُوبُ فَرِيقٍ مِنْهُمْ}.

وقد حذف مع (إنَّ) المشددة المكسورة فِي قوله عليه الصّلاة والسّلام: "إن من أشد النّاس ... " كما سبق ذكره، ونحو قولِ الشّاعرِ:

إِنّ مَن يَدْخُلِ الكَنِيسَةَ يَوْمًا ... يَلْقَ فيها جَآذِرًا وظِباءَ (١)


(١) التخريج: البيت للأخطل في خزانة الأدب ١/ ٤٥٧، والدّرر ٢/ ١٧٩، وشرح شواهد المغني

<<  <  ج: ص:  >  >>