للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

وقولِ الآخرِ:

أَلَمْ تَعلَمِي أَنْ قَدْ تَفرَّق قَبلَنَا ... خَلِيلَا صَفَاءٍ مَالِكٌ وَعَقِيلُ (١)


(١) التخريج: البيت في ديوان الهذليين ٢/ ١١٦: وهو لأبي خِراش، واسمه خُوَيلِد بنُ مُرُّة أحدُ بني قِرد بنِ عمرو بنِ معاوية بن تميم بن سعد بن هُذَيل، ومات في زمن عمر بنِ الخطاب -رضي اللَّه تعالى عنه- نهشته حيّة - وهو صحابيّ.
قال أبو حِراش - يرثي أخاه عمرو بنَ مُرّة وإخوَتَه فَرَطوا أمامَه. وأبو خراش وإخوتُه بنو لُبْنَى:
لَعَمْرِي لقد راعت أُمَيْمةَ طَلْعتي ... وإنّ ثَوائي عندها لَقليلُ
تقول أَراه بعد عُرْوةَ لاهِيًا ... وذلك رُزْءٌ لو عَلمتِ جليلُ
ولا تحسَبي أنِّي تناسَيتُ عهدَه ... ولكنّ صبري يا أُمَيْمَ جميلُ
ألم تعلمي أن قد تَفرَّقَ قبلَنا ... خليلَا صَفاءٍ مالكٌ وعَقيلُ
اللغة: ثَوائي: مُكْثي، والثَّواء: المُقام. يقول: راعَتْها رُؤْيتي. لاهيًا: لاعبًا، من اللَّهو. جليل: عظيم. مالك وعقيل: هما من بلقين، وهما ابنا فارج، ولهما قصة ذكرها الميداني في مجمع الأمثال ٢/ ١٣٧: قَال عند ذكره للمثل القائل: (كبر عمرو على الطوق):
قال المفضل: أولُ من قَال ذلك جَذيمة الأبرش، وعمرو هذا: ابن أخْتِهِ، وهو عمرو بن عديِّ بن نصر وكان جَذيمة ملك الحيرةَ، وجَمَع غِلْمانا من أبناء الملوك يخدمونه منهم عديٌّ بن النصر، وكان له حظ من الجَمَال، فعشقته رَقَاشِ أخت جَذِيمة، فَقَالت له: إذا سقيت الملك فسَكِرَ فاخطبني إليه، فسقى عديٌّ جَذِيمَةَ ليلة وألطف له في الخدمة، فأسرعت الخمر فيه، فَقَال له: سَلْنِي ما أحبَبت، فَقَال: أسألُك أن تُزَوجْني رَقَاشِ أخْتَك، قَال: ما بِها عنك رغبة، قد فعَلْتُ، فعلمت رَقَاشِ أنه سينكر ذلك عند إفاقته، فَقَالت للغلام: أُدْخُل على أهلكَ الَليلةَ، فدخلَ بها وأصبح وقد لبث ثيابًا جُدُدًا، وتَطَيَّبَ، فلما رآه جَذيمة قَال: يا عَدِيُّ ما هذا الذي أرى؟ قَال: أنكحْتَنِي أخْتَكَ رَقَاشِ البَارِحَة، قَال: ما فعلتُ؟ ثم وضَعَ يَده في التراب وجعل يضرب بها وجهه ورأسَه، ثم أقبل على رَقاشِ فَقَال:
حدِّثيني وأنتِ غَيْرُ كَذُوبٍ ... أبِحُرٍّ زنَيْتِ أم بِهَجِينِ
أمْ بِعَبْدٍ وأنت أهلٌ لِعَبْدِ ... أم بِدُونٍ وأنتِ أهلٌ لِدُونِ
قَالت: بل زوجتني كُفُؤًا كريمًا من أبناء الملوك، فأطرقَ جذيمة، فلما رآه عدي قد فعل ذلك .. خافه على نفسه فهرب منه ولحقَ بقومه وبلاده، فمات هُناك، وعَلِقت منه رقاشِ فولدت غلامًا فسماه جذيمة عمرًا، وتبنَّاه، وأحبه حبًا شديدًا، وكان جذيمة لا يولد له، فلما بلغ الغلام ثمان سنين .. كان يخرج في عدةٍ من خدمِ الملك يجتنون له الكِمأة، فكانوا إذا وجدوا كمأة خيارًا أكلوها وراحوا بالباقي إلى الملك، وكان عمرو لا يأكل مما يجني، ويأتي به جذيمةَ فيضعه بين يديه، ويقول:

<<  <  ج: ص:  >  >>